الدفاع المدني يسجل 42 مخالفة في مستشفى الكاظمية

العراق 2021/07/05
...

 بغداد : هدى العزاوي
رغم التحذيرات والنداءات المتواصلة التي أطلقتها وتطلقها مديرية الدفاع المدني منذ سنوات بخصوص وجوب التزام شروط السلامة والأمان في جميع أبنية المستشفيات والمراكز الصحية في البلاد، كي لا تتكرر مأساة مستشفى "ابن الخطيب" التي مازالت ماثلة للعيان، إلا أن سجلا للكشف حصلت عليه "الصباح" يوضح تسجيل فريق للدفاع المدني لـ(42) مخالفة فنية معظمها خطر على مستشفى الكاظمية التعليمي.
 
مدير عام الدفاع المدني اللواء كاظم سلمان بوهان، بين في حديث لـ"الصباح"، أن المديرية تعد سنوياً كشوفات لجميع دوائر ومقرات الوزارات، وعقب توقيع الكشف من قبل وزير الداخلية يجري تسليمه للوزارات والجهات المعنية، ويتناول الكشف المخالفات والملاحظات وضرورة تلافي النقوصات فيها كون بقاؤها يؤكد على حصول حوادث قائمة ومستمرة بشكل كبير"، موضحاً أنه "قبل حادثة مستشفى (ابن الخطيب) أرسلنا 11 كتابا مشتركا عن تلك النقوصات والملاحظات، إلا أنه للأسف لم يجر الالتزام بها وحدث ما حدث من فاجعة".
وردت لـ"الصباح" معلومات عن وجود مخالفات مسجلة في مستشفى الكاظمية تصل الى 42 مخالفة خلال ستة أشهر الماضية، وللتأكد من هذه المعلومة أوضح بوهان باتصال هاتفي الى لجنة الكشف في مركز الكاظمية الذي أكد بدوره أن المخالفات كانت 26 ومن ثم تضاعفت الى 42 مخالفة ومازالت مستمرة.
ومن أبرز المخالفات التي حصلت "الصباح" نسخة موثقة منها: (المطالبة بإزالة البنايات المشيدة من (الساندويج بنل) القابل للاشتعال، كونها تشكل خطورة على بناية غسلى الكلى، وتقع البنايات قرب الضغط العالي ومخازن الدلتا الخاصة بالمواد المختبرية ومنام المهندس المقيم الخاص بمختبرات دلتا، وعدم وجود منظومة إطفاء تلقائية وذاتية داخل غرفة معمل إنتاج الاوكسجين، إزالة مادة (الساندويج بنل والايكوبوند) من الجدران والسقوف الثانونية الخاصة في جميع ردهات المستشفى) وغيرها من المخالفات التي وصلت وبحسب لجنة الكشف الى 42 مخالفة، وأكد اللواء بوهان أن "أمر المخالفات لا يخص مستشفى الكاظمية وإنما هو عام في جميع مستشفيات العراق، وأنه جرى رصد المخالفات المدونة في كشوفاتنا من خلال تقارير موثقة لديوان الرقابة المالية سترفع إلى رئيس الوزراء".
مدير عام صحة الكرخ جاسب لطيف علي الحجامي، أوضح في حديث لـ"الصباح"، أن "التقرير والكشف المذكور عن مستشفى الكاظمي لم يصل إلى صحة الكرخ وإنما إرسل بصورة مباشرة إلى إدارة المستشفى، ونحن ندعو إلى تصحيح التخاطب بين مديرية الدفاع المدني والدوائر"، إلا انه أكد أن "المستشفيات والأبنية بصورة عامة في العراق قديمة ومتهالكة ومن ضمنها مديرية صحة الكرخ، وما ذكر في تقارير وكشوفات الدفاع المدني بإزالة السقوف الثانوية والبنايات من مواد (الساندويج بنل) صحيح، لكن ذلك لا يخص الصحة فقط".
وشكا الحجامي من قلة التخصيصات في الموازنات لوزارة الصحة والمستشفيات التي تمكن من إنجاز بنايات بمواصفات فنية آمنة، وقال: إن "وزارة المالية تحدد مبلغ 9 ملايين دينار سنوياً للمعدات الأمنية في مستشفيات الكرخ، وتشمل المعدات الأمنية ومطافئ الحريق الحديثة والكلاسيكية ومتحسسات الإنذار ومنظمات الاطفاء الذاتي وحتى الكلاب البوليسية التي أكدت احدى الجهات عند زيارتها لاحد المستشفيات حاجة مستشفى الكاظمية الى كلاب تفتيش K9 ومجهزة من قبل دائرة الصحة التابعة لها، وعند الاستفسار اتضح أن سعر الكلب الواحد 50 مليون دينار، فكيف نجهز ونؤمن معدات بمبلغ سنوي 9 ملايين دينار!!
وبين الحجامي، أن "كشفا تخمينيا لمركز دائرة صحة الكرخ كلف مليار دينار، وهو عبارة عن انظمة اطفاء ذاتي توضع في كل غرفة وبحسب الحجم سنوياً، وبذلك نحن بحاجة الى 10 مليارات دينار، وخلال سنتين يمكن أن نؤمن جميع المستشفيات بمنظومات اطفاء ذاتي ورطب إن جرى توفير التخصيص المالي"، موضحاً أن "التحدث بمثالية في الظروف الصعبة بعيد عن الواقعية، ولكننا ندعو إلى الحد الأدنى من شروط السلامة التي يمكن أن يجري توفيرها".