تلك هي السياسة !

الصفحة الاخيرة 2021/07/07
...

حسن العاني 
لا يمكن، ولا يمكن ابداً مهما حاولت أن تمد الطرف في أطرافها، ولو كانت معك الف عين من عيون زرقاء اليمامة، أن تحيط بالأرض عمقاً وطولاً وعرضاً وماء ويابسة.. ومع ذلك في لحظة من لحظات الزمن الذي تحكمه السياسة وتصريحات الكبار، تبدو كرتنا الأرضية المتباهية بعظيم حجمها ورمالها ومحيطاتها، ضئيلة الشأن والمنزلة، واوهى من جنح ذبابة!.
ياه... ما كنت احسبها صغيرة الى هذا الحد.. لقد شوشت علوم العصر الحديث افكاري، وهزت قناعاتي، فما بين شروق الشمس وافولها، وطلوع القمر وغيابه، يعلن هذا الطرف او ذاك انه وضع اليد على سلاح يفجر به نصف الكرة الصابرة على وحشية ابن ادم، فيهتز سلام الاحياء ورقاد الموتى ويحاصرنا الخوف، وقبل أن نصحو من وقع الصدمة ورعب الاعلان، يهددنا طرف آخر، انه امتلك سلاحاً قادراً على تفجير النصف الثاني من كرتنا المستسلمة، وما بين الساسة الكبار وتفشي لغة التكتلات والمحاور والأسلحة السرية تعاني ارضنا كل يوم من ضمور بدنها حتى تبدو اقرب الى كرة من المطاط يتقاذفها الصبيان في حي شعبي!.
هكذا فقدت أُمُّنا الارض هيبتها وسلطانها بعد أن عاث النترون والاشعاع والليزر وعابر القارات فساداً بمقدساتنا، وأوقع الخراب في مشاعرنا واحلامنا، وبتنا نخشى مغازلة الحبيبة على ضوء القمر خشية قمر نمّام او قمر معقد او قمر يتجسس، فالحب ممنوع في اعراف الليزر والانترنت واقمار الكبار واخلاق الانسان الآلي، فهل نبكيك ام تبكينا حزناً يا قمر العشاق والقصائد الغزلية؟!
واما الذي بقي لذرية آدم، فهو هذا القدر من الرعب كلما تعاظمت لعبة جر الحبال، فمن يدري ماذا يفعل (الكبار) في لحظة غضب او شيخوخة او غرور او طغيان او جنون؟! وي لهذه الكرة التي فقدت هيبتها كم تحمل فوق أديمها من الطغاة والمجانين؟، حزني على محبوبتنا من لعبة الشد والجر ولحظات الغضب والتهور والجنون أن تحيلها الى هشيم، قبل أيام كنت اقرأ شيئاً عن (الأسلحة المعلنة فقط) لمعسكرات الشرق والغرب والشمال والجنوب وامكاناتها التدميرية، وتساءلت عن يوم يختبئ في ثنايا الزمن وكبوة الحظ، ماذا سيحصل للعالم وكرته الجميلة وازرار تلك الأسلحة ومفاتيحها في يد طاغية او مجنون، وما اكثرهم، فسلام على امنا الحبيبة يوم ولدت ويوم عاشت ويوم سعت وما زالت من اجل السلام والمحبة.