حق المحضون

آراء 2021/07/08
...

  شمخي جبر
                                                                 
الضجة التي أثيرت بشأن تعديل المادة (57) من قانون الاحوال الشخصية ( 188 لسنة 1959 ) اقتصرت على التجاذبات التي تحولت الى صراع بين الرجل والمرأة (الام والاب)،  متجاهلة حقوق المحضون (الطفل) سواء كان انثى او ذكرا.
فتحولت القضية الى ساحة حرب بين معسكرين او ثقافتين (النسوية، الذكورية) وقضية المساواة بين الجنسين التي ضمنتها المادة (14) من الدستور والتي نصت (العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييزٍ بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي).
حدث كل هذا بعد طرح مقترح تعديل قانون الاحوال الشخصية  (المادة 57 ) الذي كانت قد جرت القراءة الاولى  له من قبل البرلمان الخميس الماضي ( 1 تموز 2021) التي نصت على أن لا حضانة للأم. اذ إن مقترح تعديل المادة (57) من قانون الأحوال الشخصية  يدعو الى استرداد الحضانة من الأم إلى الأب.
ويرى المختصون (أن المعيار الدولي والممارسات الفضلى حول العالم تساوي بين الأبوين في حضانة الصغير، في ضوء مصلحته ، فأما حضانة تناوبية بين الأبوين، فإذا تعذر ذلك لأي سبب؛ فتكون لأفضل الأبوين في ضوء مصلحة الأطفال، على أن يزور الأب الآخر الأطفال أو يصطحبهم في أيام العطل).
وقد دعا البعض الى البحث عن حلول وسط لارضاء الطرفين، من خلال (منح الحضانة للأم على أن يُمنح الأب حق مقابلة الابن أسبوعياً أو شهرياً، مع إطالة فترة المشاهدة، وإمكانية المبيت واصطحابه إلى نزهة أو غير ذلك).  
ترى النساء أن هذا التعديل تجاوز على حقوق الأم في الحضانة، فضلا عن كونه يسبب اضرارا نفسية وعاطفية للطفل حين انتزاعه من احضانها، بوصفها الأكثر حرصاً على الأبناء من الأب، وهو ما رعاه  النصَّ الحالي في قانون الأحوال الشخصية، الذي يعد من ارقى القوانين في المنطقة وافضلها بالنسبة للمرأة والرجل والاسرة ككل، لهذا ينبغى مراعاة الجانب النفسي للام والطفل، فتبقى الحضانة للأم، الا اذا كانت حضانة الأم  تسبب اضرارا للطفل، عندئذ تنتقل الحضانة إلى
 الأب .
المفارقة في هذا التعديل انها ترضى للطفل ان يكون بحضانة الوالد رغم زواجه من اخرى غير أمه، ولكنه لا يرضى بحضانة المرأة بعد زواجها .
من هنا على جميع الاطراف ان تراعي مصلحة المحضون قبل اية مصلحة اخرى سواء الاب او الام  اذ لايمكن  ان نتخيل  الظرف النفسي  الذي يعيش فيه الطفل عندما يكون في حضن غير حضن أمِّه، وهو مايحرمه من الحنان وقد يعرضه إلى العنف سواء كان من زوجة الأب او غيرها.