معاناة مستمرة للعاملين في القطاع الخاص

العراق 2021/07/10
...

 السماوة: نافع الناجي
 
منذُ نحو 12 عاماً والشاب الثلاثيني صادق يعمل بأحد معامل الطابوق المنتشرة بكثرة بين قضاءي السماوة والخضر بمحافظة المثنى، وهي مهنة شاقة ومنهكة بين الاوحال وتحت حرارة الشمس اللاهبة صيفاً وبرودة الطقس شتاء.صادق اسوة بالعشرات غيره من الشباب، يعملون من منذ ساعات الصباح المبكرة ليقضوا يوما كاملاً ليتقاضوا مبلغا لايتجاوز في افضل الاحوال 20 الف دينار، وتمخضت رحلته بعد كل هذه السنين عن بترٍ ببعض أصابع يده اثناء العمل، ما اضطره مرغماً للقبول بأداء مهام لا تحتاج الى جهدٍ كبير وبأجرٍ أقل من السابق، وهو واحد من الاف العمال في العراق ممن يعملون بلا ضمان اجتماعي واضح أو محدد، يقيه غدر الزمن وتقلبات الحياة.وقال صادق "انا لم اشمل بأي من أشكال الضمان الاجتماعي، ولم امنح اي تعويض جراء ما أصابني من تلف وإعاقة في اصابع يدي"، موضحا انه "بلا حول ولا قوة، ولااجد عملاً آخر يستوعبني سوى معامل الطابوق التي تستنزف صحتي ورحيق عمري بمقابل بخس". وتنص القوانين على شمول عاملي القطاع الخاص بالضمان الاجتماعي، بيد ان الكثير من الشركات وأصحاب المشاريع يتحايلون عليها، من خلال تسجيل نصف العدد الحقيقي للعمال في موقع العمل، وهو أمر يجبر العاملين الى السكوت عن مرؤوسهم، خشية تسريحهم من العمل وفقدانهم لمصادر رزقهم. وتحدث رئيس اتحاد نقابات العمال في محافظة المثنى عادل الجبوري لـ"الصباح"، "رصدنا خلال الشهرين الاخيرين 70 الى 80 بالمئة من عدم الالتزام بقانون التقاعد والضمان الاجتماعي ضمن مشاريع عدة بالمحافظة"، مضيفا "لدى زيارة لجاننا التفتيشية لتلك المواقع، وجدنا  صاحب المشروع يتحايل بطرق شتى لإخفاء عدد من العمال العاملين بالمشروع".
وتؤكد الجهات الرسمية المعنية في المثنى، ان المسجلين لديها من العمال لا يتجاوز الخمسة الاف فقط، ويستحقون الضمان الاجتماعي بعد تجاوز خدمتهم 20 عاما ً.