ماذا بعد الموجة الثالثة للوباء؟

آراء 2021/07/13
...

 د.يحيى حسين زامل
 بعد التحذير الذي أطلقته وزارة الصحة العراقية قبل أيام، من أن البلاد قد دخلت في موجة وبائية ثالثة من تفشي وباء كورونا المستجد، وأن الموجة الوبائية الجديدة التي دخلت البلاد أكثر وأشد خطورة من الموجتين الأولى والثانية اللتين دخلتا البلاد سابقاً.. ماذا على أبناء المجتمع أن يفعلوا لدرء هذا الخطر الكبير على حياتهم وأسرهم وأعمالهم ؟ وكيف يتصرفون لمواجهة هذا الكابوس المميت؟ وما هي الإجراءات التي يتخذونها للحد من انتشار هذا الوباء في موجته الثالثة؟.
وفي خضم هذا التصعيد الخطير يبدو أن الكثير من أبناء المجتمع غير مكترث بهذا التحذير ومن زيادة الاصابات، ويمكنك أن تلمس ذلك في عدم ارتداء الكمامات، وعدم مراعاة اجراءات التباعد الجسدي، ومن خلال إقامة مجالس العزاء والفرح والنزاعات العشائرية، وغيرها من المناسبات الاجتماعية والفنية، والسياسية التي بدأنا نشهد البعض منها في التحضير الانتخابي.
 ويبدو الموقف أوضح في التقاعس عن أخذ اللقاح، بعد أن وقعوا ضحية التضليل الإعلامي من جهات بعضها معلوم وهو غير متخصص في الوباء، وبعضه غير متخصص حتى بالطب الإنساني، يدفعهم حب الشهرة والظهور والاسترباح المادي، حتى لو دعا ذلك إلى موت الناس وخسارتهم أنفسهم، والبعض الآخر بقي مجهولاً لا أحد يستطيع تحديد أسبابه، من دون أدلة علمية، لاسيما أن أكثرهم مجهولون وغير معروفين يعرضون تضليلهم في وسائل التواصل الاجتماعي من دون أدلة علمية. 
 وفي الجواب عن التساؤلات المطروحة في بداية المقال يحدد المتحدث باسم وزارة الصحة “سيف البدر” أن مواجهة الموجة الجديدة تتطلب التركيز على طرق الوقاية، وأهمها «لبس الكمامات» و«التباعد المكاني»، فضلاً عن «التلقيح»، وهذه الاجراءات الثلاثة هي الحل الأمثل في مواجهة هذه الموجة الجديدة، فضلا عن التوعية الثقافية والإعلامية المكثفة بشأن خطورة تبعات هذه الموجة الجديدة من الوباء.
 والحل الأكثر مثالية هو أخذ اللقاح، بعد أن تبين أن أبناء المجتمع لا يلتزمون بالإجراءين الأول والثاني، لا سيما بعد أن وفرَّته وزارة الصحة في المستشفيات والمراكز الصحية في الكثير من الأماكن والمراكز الصحية العراقية، وبمختلف مناشئه العالمية، مثل: «أسترازينيكا» و«فايزر»، الذي خلصت دراسة بريطانية إلى أن احتمالات الإصابة بفيروس كورونا تراجعت بشكل حاد، بعد تلقي الجرعة الأولى من لقاح «أسترازينيكا» أو «فايزر»، كما رصدت الدراسة التي قام بها مكتب الإحصاء الوطني وجامعة أوكسفورد تشكل استجابة قوية للأجسام المضادة في جميع الفئات العمرية مع استعمال اللقاحين، وتقدم الدراسة مزيداً من الأدلة الفعلية على أن اللقاحات المستعملة في بريطانيا للحماية من كوفيد- 19 فعّالة في حماية الأشخاص من عدوى فيروس كورونا.
 وتشير بعض التقارير إلى أننا قد انتقلنا من مرحلة اكتشاف فيروس مميت، وإعلان الجائحة، إلى تصنيع ملياري جرعة من لقاح كورونا في وقت قياسي، في محاولة لكبح انتشار كوفيد- 19، وإذا صدقت التكهنات، سيكون هناك ما يكفي من اللقاحات لتطعيم البالغين حول العالم - وعددهم 5.8 مليار نسمة- بنهاية هذا العام، ومن المتوقع إنتاج أكثر من 12 مليار جرعة هذا العام، وفقا لتقديرات مركز ديوك الدولي لابتكارات الصحة، كما تقدر شركة إيرفينيتي، وهي تراقب عملية إنتاج وتوفير لقاحات كورونا، أن يصل عدد الجرعات المصنعة إلى نحو 11.1 مليار جرعة بحلول نهاية 2021، وترى الشركة أن هذا سيكون كافيا لتقديم 10.82 جرعة هي المطلوبة لتلقيح 75 في المئة من سكان العالم الذين تزيد أعمارهم على خمس سنوات.
 وتبدو الصورة أوضح في جدوى اللقاح أن أكثر البلدان العالم في الغرب والشرق قد أخذ أبناؤها هذا اللقاح، وحتى الآن تلقى 50.3 بالمئة من الأميركيين جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، وبلغ عدد الجرعات المعطاة للأميركيين 294 مليون جرعة توزعت بين 164 مليون شخص، منهم 134 مليونا تلقوا تطعيما كليا، مما يجعلها ثاني أكثر دولة وزعت جرع لقاحات في العالم بعد الصين، فضلا عن أن أكثر من 70 مليونا من الألمانيين قد أخذو جرعات اللقاح، وبعد هذه التطورات اصبح لزاماً علينا أخذ اللقاح، لا سيما أن أكثر بلدان العالم وسكانها بادروا إلى أخذه فحدَّوا من ضرره وتأثيره في المجتمع.