إدارة الحملات الانتخابية.. لماذا؟

آراء 2021/07/13
...

  إياد السعيدي 
 
ونحن نستقبل مرحلة جديدة ونتناول موضوعا كهذا، قد يتبادر الى الذهن أنه محاولة لتعليم وتدريب المرشح على الترويج والحيل والفنون، التي تضيف له رصيدا من الأصوات لا يستحقه، لكن الحقيقة هي أن إدارة الحملات الإنتخابية علم ليس بالجديد فهي جزء مهم من فن العلاقات العامة، وقد تفتح كلمة (فن) أبوابا أخرى للجدل هل هي فن أم علم ؟ 
هو علم وفن له علاقة مباشرة ووطيدة وقوية جدا بعلوم أخرى مثل الإعلام والنفس والإجتماع والإحصاء والجغرافية البشرية والتنمية البشرية ولغة الجسد والعلوم الحديثة، مثل صناعة السينما ومتفرعاتها والطباعة والرسم والخطابة وما الى ذلك من العلوم.
لذا فهي ليست مادة يمارسها المرفهون، بل لها خبراؤها ومدربوها ونقاط قوتها وضعفها وتتقبل النقد والتعديل والتطوير والحذف والإضافة، حسب زحف الزمن والتطور الحاصل في التكنولوجيا والالكترونيات وعلوم الاتصال وتجدد النظريات في كل العلوم والفنون وهذا مرجعه إلى تطور الفكر الإنساني وأساليبه في كل فرع من هذه العلوم والفنون وهي حملة علاقات عامة بالأساس تنطلق منها الحملة الانتخابية .
تتميز الأنظمة الديمقراطية بأنها مستودع كبير للتجارب الانتخابية عبر مراحلها السياسية المختلفة والمتدرجة، وبالأخص تلك الدول التي خرجت لتوها من أنظمة ديكتاتورية شمولية وتحولت الى نظام تعددي حر  كالعراق، لذلك فلا بدَّ من دراسة مظاهر وظواهر تجارب دول سبقتنا في تأسيس أنظمتها السياسية، وكيف تدير دفة الحكم والدولة وهذا بالضرورة يدفعنا الى دراسة تجاربهم الانتخابية، بدءا من إدارة الحملات الانتخابية إلى عملية الاقتراع، وحتى تسنم مناصب ومواقع إدارة الدولة، هنا نستطيع التوقف عند أول مرحلة من مراحل ترشيح من سيتصدى للمسؤولية، سواء كانت رئاسية أم برلمانية أم محلية ولا بدَّ من دراسة معمقة وتحليلية لكل العملية، وهذه كلها تسمى الحملة الانتخابية  Election Campaign  والتي تعني مجموعة من الأنشطة والفعاليات والممارسات الشخصية والعامة، التي تقرب المرشح Candidate  من جمهوره ولها القدرة على إقناعهم بانتخابه لمهمة ما قد تكون رئاسية أو برلمانية أو إدارية أو بمعنى آخر تشريعية أو تنفيذية. 
فقد تكون المهمة الجديدة هي ما يحدد نوعية ومحدودية هذه الأنشطة والفعاليات بمديات تختلف في شدتها وتركيزها ووسائل إقناع، تمتد عبر الإعلام والعلاقات وهما أفضل وأنجح  طريقين للوصول الى الجمهور 
المستهدف .