هل الذوق الموسيقي يكشف طبيعة شخصية الإنسان؟

الصفحة الاخيرة 2021/07/13
...

     بغداد: نورا خالد
 
«الموسيقى هي مرآة لشخصياتنا، فهي تعكس مشاعرنا وتوجهنا الاجتماعي»، هذا ما اكدته دراسة اعدتها جامعة «كامبريدج» وجاءت نتائج الدراسة، «ان الأشخاص الذين يتمتعون بقدر كبير من الحساسية والتعاطف مع الآخرين، يميلون للموسيقى الناعمة والألحان والكلمات الحزينة، أما بالنسبة لأصحاب الشخصية العملية، فكانوا أكثر ميلا للموسيقى الصاخبة». 
هل الذوق الموسيقي يكشف طبيعة شخصية الانسان؟ توجهنا بهذا السؤال الى مجموعة من المختصين في الموسيقى فاجابنا الدكتور ميسم هرمز توما استاذ في كلية الفنون الجميلة قائلا «للذوق الموسيقي نوعان اولهما المنهجي الذي تمتلكه الثقافات العالية لمتلقي الموسيقى الكلاسيكية المنهجية وهذا يطور عن طريق الدراسة والخبرة ويرتبط بتطور المجتمع وارتفاع ثقافته بشكل عام، اما النوع الثاني فهو الذوق الحسي الذي تكتسبه المجتمعات من بيئتها الانسانية والاجتماعية والثقافة المحلية العامة».  
مؤكداً أن «شخصية الانسان ترتبط في بناء ذوقه الموسيقي بمقدار ما يكتسبه من معارف ومهارات وخبرات، اما طبيعة الانسان فهي جزء من سلوكه الناتج من تكامل شخصيته، لذلك كلما ارتقى بذوقه كلما ازدادت مواصفات طبيعته بالايجابية وبشكل عام الذوق الموسيقي الراقي الذي ينعكس عند كل فرد ما هو إلا ارتقاء بشخصيته وذوقه وفكره، لذا يمكن الكشف عن شخصيته من ذوقه الموسيقي ولو بشكل جزئي وليس كلي، لان الذوق الموسيقي جزء من شخصيته وليس كل الشخصية».
الموسيقار علي خصاف كان له رأي في هذا الموضوع ايضا فاشار في حديثه لـ «الصباح» الى أن «طريقة التفكير والمشاعر والثقافة تحدد نوع الموسيقى التي يحبها كل شخص، كما ان الموسيقى لها تأثير كبير في نفسية وسلوكيات الشخص، لانها تهذب الروح فهي اشبه بالعلاج النفسي».  واضاف خصاف «اختيار الاستماع الى انواع معينة من الموسيقى يحدده العامل الثقافي بالدرجة الاولى، وما اعتاد الشخص على سماعه منذ صغره وما اعتادت عليه اذناه وهذا يأتي من البيئة التي يعيش فيها المرء وانعكاساتها على اختياراته، وان الموسيقى المفضلة لدى شخص ما، تكشف الكثير عن شخصيته».  
اما الدكتور وليد الجابري رئيس قسم الموسيقى في كلية الفنون الجميلة فاوضح أن «ما يشكل الذوق الفني بصورة عامة والموسيقي بصورة خاصة مجموعة من العوامل الاجتماعية المتعلقة بالثقافة والدين وبيئة الاشخاص، وباختلاف مستوى هذه العوامل يختلف
 الذوق».  
وتابع الجابري «كل شخص لديه نوعان من الميول الموسيقية، النوع الاول الذي يسمعه الشخص منذ طفولته وهي ثقافة البلد فكل بلد لديه نوع معين من الموسيقى الثراثية يعتاد الفرد على سماعها، والنوع الثاني هو ما يعبر عن ثقافة الشخص التي يكتسبها بمرور الزمن، كما يمكن ان تتغير اذواق الافراد كلما كبروا فما يسمعه المراهق يختلف تماما عما يسمعه شخص في مرحلة منتصف
 العمر».