أحداث تموز.. أيام محفورة في ذاكرة العراق

آراء 2021/07/15
...

     حسين الذكر
 
المتتبع للتاريخ العربي لا سيما  الإسلامي، باعتباره تحت المجهر واقرب من ماض عتيد في بطون التاريخ، سيجد أن عمليات التغيير السياسي سواء على مستوى الافراد، خاصة او الأنظمة السياسية عامة ترتكب بها مذابح دموية وتنتهك حقوق بصورة وحشية، تحت يافطة ما يجري من ثورية او همجية التغيير. 
فمنذ العهد الاموي والعباسي وما بينهما وبعدهم الاموي ثم الملكي والجمهوري ثم القاسمي والعارفي 
والبعثي. 
وما بعد 2003، حتى يعلم الله ان جميع تقلبات الزمان، سواء كانت بتاثير خارجي او تطور داخلي، فإن العملية برمتها تتم تحت اسنة الحراب ويقع فيها الكثير من الضحايا، ليس على مستوى السلطة فحسب، بل ما يرافق عمليات الانتقام والتصفيات والمطامح والمطامع المشروعة وغيرها، ما يمهد لتمتد يد السلطة الجديدة واذرعها لكثير من فئات الشعب حتى البريء – براءة الذئب من دم يوسف – ضحية للتغير وانفلاته. 
في الرابع عشر من تموز 1908 ذلك التاريخ المهم في التاريخ العراقي الحديث، وبرغم مرور ستة عقود عليه، ما زالت اراء العراقيين منقسمة حول النتائج والأسباب 
والتداعيات. 
مع ان الاغلب يكاد يكون متفقا على نقطتين أساسيتين. الأولى نزاهة ووطنية الشهيد عبد الكريم قاسم، والثانية جريمة قتل الملك واسرته بصورة خارج نص الثورة وسيناريوهاتها المعدة سلفا من قبل الثوار، فلا يمكن أن تبرر مذبحة قصر الرحاب تحت يافاطة التغيير والثورة على النظام الملكي، الذي حتى الان لم يذكره العراقيون الا بخير، مقارنة مع غيره من أنظمة لاحقة - وان كان محددا بزوايا رؤية متفاوتة.
ذاك جزء من التاريخ المعتصر والدمع المساح على نظام حكم أسس الدولة العراقية الحديثة، برغم كل ما فيها من قصور وعليها من ملاحظات، لكنها كانت دولة عصرية تقف على مأسسة وعمران، يعد الأول في الوطن العربي آنذاك. 
مع شح الموارد وما يرافق من ثقل ملفات محملة بالامنيات وربما الاجندات. 
اليوم ونحن نعيش عراقنا الجديد ونقترب فيه من انتخابات يراها البعض مفصلية، سيما بعد سنوات مثقلة بالفساد والفشل والتضحيات الجسام من قبل اغلب فئات الشعب ومذاهبه وقومياته وطوائفه، فضلا عن خدمات ومؤسسات الدولة المنخورة، التي غدت هي الأسوأ في الدول المحيطة مع ملايين الملايين من الدولارات المهدورة بهذا الجانب. 
يعيش العراقيون هاجس مرحلة ترقب ودعاء تكاد تكون انتقالية. نامل ان تختلف عن سابقاتها شريطة ان يكون التحول سلميا وألا يبيت ويستخدم فيه ما يشين من وسائل إجرامية، تحت أي عذر كان وبأي أسلوب ولاي طائفة او قومية او فئة كانت، بمدينة او محافظة او قرية ما. 
فكل العراق امانة بيد القيادات الحالية التي نأمل ان ترتقي وتعمل حصرا للتداول السلمي للسلطة، وان تفضي نتائج الانتخابات المقبلة الى تغيير حقيقي في العقليات والارادات والفهم والتنفيذ لمصالح الشعب قبل أي مصلحة ضيقة أخرى.