هن..

الصفحة الاخيرة 2021/07/18
...

حسب الله يحيى 
هن ثلاث ولا يتسع المكان لرابعة.
اولاهن: نوال علي، وثانيتهن: اشراق عبد العادل، وثالثتهن: ايمان ذيبان.
نعم.. هن ثلاث تقوم عليهن اعمدة دار المأمون.
لا اذكرهن تباهياً ولا صداقة ولا منة، ولكن من حسن الكلمة أن تكون صادقة ونافعة، ومن جلال الموقف أن يكون مبدئياً، ومن جمال الغابة أن تورق وتعطر المكان.
نوال: تولت رئاسة تحرير (كلكامش)، ثم اعتذرت بعد جهود مضنية وسلسلة من الاجراءات المحبطة لتحسين ادارة العمل، وانزوت في مكان من الدار.
اما ايمان: فتترجم وتنشر هنا وهناك وتعمل كخلية نحل من دون أن يلتفت الى منجزاتها احد، فاختارت أن تتقدم الى الدراسة الجامعية وترتقي بالعلم والمعرفة.
بينما اشراق: التي كانت الزميلة المدللة لدى استاذتيها وزميلتيها: باهرة عبد اللطيف ونرمين ابراهيم، ليملأ هذا الثلاثي مكانا موحدا، يغازلن فيه دون كيشوت بوصفهن عراقيات يتقن الاسبانية وعندما اختارت باهرة ونرمين الرحلة الى فضاء اسبانيا و الدراسة والتدريس ومن ثم العيش هناك بقيت اشراق عبد العادل في عزلة تامة مع نفسها وكتبها وترجماتها فكان حصادها ترجمة اعمال فذة هي : تداع، لتمت يا حبيبي، متحف الجهود الضائعة.
واصبحت رئيسة تحرير جريدة (المترجم العراقي) التي يمكن وصفها بالانغلاق على عناصر محدودة الكفاءة من منتسبي الدار، فباتت منكسرة شكلاً ومضمونا وترجمة، بينما بقي العالم الثقافي غائبا والعراق محدود الاثر في صفحاتها. ثم انتقلت اشراق لتولي مهام المدير العام للدار، هذه الدار التي ظلت تعاني من ثقل ملاك متكاسل وعقبات متراكمة واشكالات ثقيلة، وبدأت العمل بروح مملوءة بالثقة والامنيات من دون أن تلتفت الى عنصرين مهمين، كان من الممكن أن يعيناها على النجاح وهما: نوال وايمان، نعم .. امر جيد أن تختار وزارة الثقافة عنصرا من البيئة العاملة والعارفة بخفايا واسرار الدائرة التي تديرها، ولكن من اولى خطوات النجاح أن تبقى اشراق على علاقة وطيدة مع كل العاملين في الدار بوصف الجميع ادوات اساسية للنجاح. من هنا نرى أن فضاء الدار يتطلب دقة بما يتم ترجمته وما يتم تصميمه وما ينجز من خطاب يتوجه للعالم مثلما يوجه خطاب العراق الى العالم.