كولر غالب الداوودي
انها بانوراما لفن معبر وجميل لانواع مختلفة من الفنون لمجموعة كبيرة من الفنانين من بغداد واربيل جمعهم معرض، اذ احتضنت أربيل معرضا فنيا مشتركا بين فناني بغداد وأربيل تحت شعار (ملتقى اللون والشكل)، شارك فيه من أربيل (18) فنانا ومن بغداد (28) فنانا تشكيليا، وعرضوا مختلف الرسوم والاعمال اليدوية كالسيراميك والنحت وفن الحرق على الخشب.
افتتح المعرض محافظ أربيل اوميد خوشناو مع مجموعة من السادة الوزراء والمديرين العامين من جميع الوزارات، وكانت المشرفة والمنظمة لهذا التجمع الفني من بغداد الدكتورة ايمان سالم الخفاجي وهي استاذة جامعية ورئيسة جمعية المشكاة الثقافية للتراث والفنون والحضارة وتسعى للحفاظ على التراث والفنون وحفظها للأجيال المقبلة، وكان لها انطباع عن المعرض بينته بقولها: ان هذا المعرض له خصوصية كبيرة ومتميزة كونه يجمع بين فنانين من بغداد وأربيل، وافتتحه السيد المحافظ
بنفسه.
واضافت ان حكومة كردستان قد اولت أهمية للمبدعين والفنانين واجزلت الضيافة والكرم، واقامت على شرف السيد المحافظ ضيافة متميزة في احد المطاعم
الراقية.
تبادل الخبرات
ومن بين الفنانين المشاركين في أربيل سردار جلال وسور حمان خوشناو رئيس قسم الجلود الطبيعية في مركز الأعمال اليدوية في اربيل، وكانت لوحاته جلدية بأسلوب الطرق والنحت والحرق على الجلود الطبيعية، وعبر عن رأيه وانطباعه عن المعرض وقال: بان الهدف من هذا المعرض الذي اقيم في اربيل وجمع الفنانين التشكيليين من بغداد وأربيل هو الجمع بين انتاجهم الفني ودمج الحضارة والتراث بين بغداد وأربيل، والتعارف بين الفنانين لتبادل الخبرات والتجارب الفنية والعملية في سبيل تحقيق انتاجات فنية نحو الأفضل، وتكون موردا ماديا للفنان في الوقت نفسه.
وبين أنه متفائل بهذا المشروع لوجود إيجابيات كثيرة فيه واكد استمرار اقامة المعارض المشتركة في المستقبل القريب في المحافظات
الاخرى.
مشاركات
فنانة اخرى مشاركة هي كورجي قادر رسول وهي معلمة ومسؤولة قسم صناعة الورود وأيضا رسامة، وقد رسمت جداريات للكثير من الروضات والمدارس في أربيل، وشاركت بأعمالها الفنية المختلفة من لوحات واكسسوارات نسائية ومنزلية وأعمال يدوية وقبعات، ومن أربيل الفنانة بهاء شيرواني، وهي فنانة تشكيلية لديها اكثر من 10 معارض فنية و٣٤ معرضا مشتركا.
اما الفنان عبد الحميد محمد ملا خضر من أربيل، فقد شارك بلوحاته المصنوعة من السيراميك والزجاج بانواعه والوانه
المختلفة.
جسر السلام
وكذلك الفنان علي كاظم جاسم وهو معلم واعلامي في قناة زاكروس، اضافة الى انه مصمم ديكور، شارك بلوحتين فنيتين وقد عبر عن رأيه في المعرض الذي اقيم في أربيل ووصفه بانه جسر سلام ومحبة بين فناني بغداد وأربيل لمسح افكار الطائفية والعنصرية، واشار الى اهمية دور الفنان في المجتمع وواجبه لاخماد نار الطائفية بين مكونات الشعب، وأردف بان المشاركين كانوا سعيدين جدا بهذا الملتقى، اذ كانت سعادتهم باللقاء والتعارف أكثر من سعادتهم بعرض اعمالهم الفنية.
اما من بغداد فقد شاركت أيضا مجموعة كبيرة من الفنانين بأعمالهم ومنهم الشابة ذات العشرين عاما والتي تعيش في صمت مستمر وتعاني صعوبة في النطق، ولكنها استثمرت موهبتها في الفن التشكيلي، ولها لوحات فنية مميزة بشهادة اساتذة في اكاديمية الفنون الجميلة، ولها عدة معارض شخصية برعاية الامانة العامة لمجلس الوزراء، ومعرض آخر لوزارة الثقافة في بغداد عن عبارة الموصل، وحصلت على المركز الأول فيه وشاركت في معرض اربيل بعدة لوحات جميلة لاقت استحسان زوار المعرض.
رحلة ثقافية
جنان خلف العبيدي، رئيسة شعبة التدريس والتطوير في احدى المؤسسات الحكومية في بغداد وخريجة معهد الفنون التطبيقية وبكالوريوس ادارة أعمال، كانت مشاركتها باعمال يدوية هي (الكروشية والمكرميات) وعبرت عن رأيها في المعرض، بقولها انه مبادرة موفقة وجميلة جمعت بين فناني بغداد وأربيل.
وعملت على توطيد أواصر المحبة، وتبادل الافكار الفنية والتعرف على الانجازات الفنية بمختلف توجهاتها وأنواعها، وتمنت أن تطول فترة اقامة المعرض
اكثر.
ومن بغداد ايضا شارك الفنان حسن الامير بمجموعة من اللوحات الجميلة وهو مشرف فنون ورأيه في المعرض كان بانه جامع لفنون متعددة والجمهور كان متفاعلا جدا مع الاعمال الفنية، ولاقى المعرض استحسانا من قبل نخبة المثقفين وبسطاء الناس، وتمنى أن تتكرر اللقاءات وتتعمق اكثر.
واضاف: اننا اصحاب تاريخ ومصير واحد ونعيش على ارض وطن واحد عزيز اسمه العراق، فهو يجمعنا ويوحدنا مهما تنوعت الاطياف الجميلة، وتمنى أن يزدهر العراق الذي عانى كثيرا من الازمات والصراعات، وآن الأوان أن يبدأ رحلة العمل والعلم
والثقافة.
وهناك العديد من الفنانين ايضا شاركوا في المعرض من بغداد منهم ندى فيصل وغصون اسماعيل ومثنى نينوى وابتسام حميد مجيد ومن أربيل مزهر خالد حسن واسماعيل احمد مام ويوسف نور الدين إسماعيل ونازدار دانيال توما، وهيوا علي
احمد.