زياد الحلبي

الصفحة الاخيرة 2021/08/02
...

حسن العاني
لا علاقة لزميلنا الاعلامي (زياد) بمدينة حلب، اكثر من كونه زارها مرة مع والده ومكث فيها (6 ايام)، وبعد عودته ظل يتحدث عنها اكثر من (6 اشهر) فلحق به لقب (الحلبي)، وكان هذا الرجل الوحيد لاسرته قد ورث عن ابيه بيتاً فخماً وفندقاً ومزرعة، جعلته محسوباً على طبقة الاثرياء!.
زياد.. يد سخية تبذخ من دون حساب، لان وارده الشهري من الفندق وحده يصل في المعدل الى قرابة (28) مليون دينار، غير أن كرمه الحاتمي كان محسوباً بذكاء وتدبير، فالرجل منذ عرفناه لا يفوته معرض تشكيلي الا وكان في مقدمة الحاضرين، ويحمل بيده اليسرى (هدية) ويصافح بيده اليمنى، ولسانه لا يتوقف عن اطراء المعرض وصاحبه الذي لا يعرفه، واصفاً (المعروضات) بأنها (نقلة نوعية في مسيرة الفن العراقي)، علماً بأنه لا يفقه شيئاً في عالم الفن، وواصفاً الفنان بانه (يؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الفن)، وهكذا يغادر المعرض وقد ملأ عقل الفنان نرجسية، وعقد معه واحدة من أوطد الصداقات!.
على هذا النحو كان الرجل يأتي بمواقف مماثلة في أية اصبوحة ادبية او امسية شعرية، وحيث كان هناك ( توقيع كتاب)، أذكر مرة انه خاطب الروائي (.....) في حفل توقيع روايته او كتابه قائلاً (روايتك هذه ليست أفضل من روايتك السابقة، بل انها افضل منجز روائي في العراق) ولان الروائي كان يمقت المجاملات والنفاق، فقد سأله بكثير من التهذيب (شكراً اخي الكريم، ولكن متى قرأت الرواية وهي تظهر في هذه الامسية لأول مرة ؟!)  فرد عليه (الكتاب يعرف من عنوانه!) وابتسم الجميع.
قرر الحلبي دخول عالم التأليف فكان له ما اراد واصدر كتاباً من الحجم المتوسط يقع في (80) صفحة، جمع فيه الاغاني العراقية التي كانت العيون موضوعها لشتى الاغراض وخاصة الغزلية، ومع غرابة الكتاب الذي احتلت (صور المطربين والمطربات والمؤلفين ونصوص الاغاني) اربعاً وسبعين صفحة من صفحاته، بينما احتلت ثلاث صفحات (مقدمة الكتاب) بقلم احدهم، وبذلك لم يكتب هو سوى ثلاث صفحات فقط كرسها للتأكيد على إنه يعكف على اصدار جزء ثانٍ، الا ان الاغرب هو الجمهور العريض من الفنانين والادباء الذين ضاقت بهم قاعة (التوقيع) وممراتها وهم يحملون الهدايا له ويقتنون الكتاب، اما قمة الغرابة فهي التغطية الاعلامية العريضة للكتاب والثناء عليه وعلى جهود المؤلف الكبيرة!.