مسكوكات أثرية فرنسية عُثِر عليها في بولندا

الصفحة الاخيرة 2021/08/04
...

 أندرو هيغنز*
 ترجمة وإعداد: أنيس الصفار 
على مدى عشر سنوات قضاها السيد متسوفسكي، يجوس الحقول والغابات بجهازه الكاشف للمعادن لم يتمكن من العثور على اكثر من قطع آلات قديمة صدئة أو خردة بالية لا قيمة لها، ولكنه في شهر تشرين الثاني الماضي حقق اكتشافاً اصاب حتى المتخصصين بتاريخ أوروبا بالصدمة حين عثر على كمية من المسكوكات الفضية الفرنسية التي يرجع تاريخها لأكثر من 1100 عام.
يقول متسوفسكي انه لم يكترث في البداية لأنه كثيراً ما يجد قطعا نقدية بولندية سقطت من اصحابها، ولكنه بعد أن عاد الى المنزل وغسلها أدرك انها ليست مجرد {فكّة} عادية، لذلك قام بتصويرها وارسال الصور الى المتحف في أوسترودا، هناك ادرك المتخصصون بسرعة أهميتها وردوا عليه 
فوراً. 
يقول متسوفسكي: {شعرت بالحماس حين ادركت اهمية ما عثرت عليه بحيث اني لم اعد افهم ما يقولونه لي}. 
لكن كيف استطاعت نقود فضية سكّت قبل أكثر من 1100 عام على يد حكام من زمن القرون الوسطى لما يعرف اليوم بفرنسا أن تصل الى حقل ذرة في شمال شرقي بولندا؟.
تفترض احدى النظريات أن المسكوكات يرجع عهدها الى فترات قديمة من تاريخ اوروبا كان يمارس فيها الابتزاز المسلح، ومثال ذلك ما حدث عندما حاصر جيش الفايكنغ باريس في العام 845 م وطالب بأكثر من طنين من الفضة للامتناع عن تدمير المدينة.
هؤلاء الفايكنغ، وهم مقاتلون اسكندنافيون كان يخشى بأسهم بسبب شراستهم وقدراتهم الحربية، طوروا في القرن الحادي عشر نظاماً للأتاوات، اذ كانوا يفرضون الضرائب مقابل توفير الأمن، ولكن مصير الفدية الضخمة التي تقاضوها مقابل الابقاء على باريس بقي سراً خفياً منذ ذلك الحين.
من المعلوم ان الفايكنغ كان عندهم مركز تجاري لا يبعد كثيراً عن قرية {بسكوبيك} البولندية، حيث عثر على المسكوكات، لذا يعتقد بعض الخبراء ان الفضة التي اخذت من باريس ابتزازاً وقسراً قد انتهى بها المآل الى الانتشار في تلك المناطق ضمن تجارة الرقيق التي كانت شائعة في منطقة 
البلطيق. 
 
* عن صحيفة {نيويورك تايمز}