تحذيرات من استغلال مقدَّرات الدولة للدعايات الانتخابية

العراق 2021/08/04
...

 السماوة : نافع الناجي
يتداول رضا وجاره عبد الرسول طرفة ساخرة عن واقع حال منطقتهم المسماة "الجربوعية الثانية" وهي احدى مناطق شمالي مدينة السماوة المعروفة بإنعدام الخدمات فيها، بالرغم ان بيوتها شيّدت منذ ثمانينات القرن الماضي، وتوسّعت حتى صارت (أربع جربوعيات أولى وثانية وثالثة ورابعة)، فيؤكد رضا لجاره، ان الانتخابات أقبلت وسيتم تعبيد شوارع منطقتنا وإكساؤها بالأسفلت قريباً مادام السباق الانتخابي في أوّله، فيستنكر عليه جاره مستفهماً، لقد وعدونا بذلك في الانتخابات السابقة ولم ننل منهم سوى بضعة اكداس من السبيس (نوع من الرمل الأحمر الخشن). 
 
تكثر في المواسم الانتخابية المبادرات السخية من بعض المتنافسين المرشحين لعضوية البرلمان العراقي، من قبيل تعبيد الشوارع او تنظيف وبسط بعض الساحات او ردم الترع والمستنقعات الآسنة ببعض التراب، وغالباً مايتم ذلك بالجهد الهندسي والآلي للدولة ومؤسساتها البلدية، وبالطبع ليس هدف هذه المبادرات (الانتخابية) خدمة المواطنين او التخفيف من اعبائهم الحياتية، لأنها لو كانت كذلك لما ظهرت لمرة او مرتين خلال اربعة اعوام، يختفي بعدها العضو البرلماني ويبادر فوراً لتغيير رقم هاتفه المحمول.
الموسم الانتخابي الذي بدأ مبكراً من قبل بعض القوى والأحزاب المتنفذة في عموم المدن العراقية، أرسل إشارات التخوف لدى الناشطين ومختلف افراد المجتمع، من إعادة سيناريو استغلال الموارد المالية للدولة ضمن حملات الانتخابات وتسخيرها لمصالح شخصية أو حزبية، وهو ما اصطلح عليه بـ "المال المنفلت" بحسب بعض الناشطين المدنيين.
الحقوقي علي أحمد هاشم، أعرب عن خشيته من إنعدام تكافؤ الفرص بين المرشحين خلال الانتخابات المقبلة، وهو أمر قد قد يرقى الى التزوير، بحسب تعبيره. وأضاف " عندما لاتكون هناك فرص متكافئة بين المرشحين فهذا مدعاة للقلق، فبعض المرشحين لديهم نفوذ حكومي ويستغلون موارد الدول في مصالحهم الشخصية، في التثقيف وخطب ود الناخب وهو أمر غير مشروع ويخالف شفافية العملية الانتخابية".
"هو نوع آخر من انواع التزوير الذي تعاني منه الانتخابات العراقية في كل دورة من دوراتها"، هكذا أوضح الناشط المدني حسين الخفاجي، مضيفاً " مقدرات الدولة وأموال الدولة ومؤسساتها وآلياتها وكل ما يتعلق بها، تم استغلالها في الانتخابات السابقة من قبل مرشحين معينين والا ماذا نسمي ظاهرة تعبيد الطرق التي تستشري قبيل الانتخابات، وماذا نسمي هذا الحراك النشط ، ولماذا يتلاشى بعد الانتخابات وتتبخر معظم الوعود". من جهته شدد الإعلامي أركان عباس على، ان "مايقوم به بعض المرشحين لايدخل ضمن صلاحياتهم القانونية، فبالرغم من وجود الدوائر المختصة بملف تقديم الخدمات للمواطنين مثل البلديات والطرق والجسور، لكن تصاعد الانشطة الاعلامية والترويجية لبعض المرشحين خلال الأيام التي تسبق الانتخابات، وتشخيص تلك الخدمات كإنجازات شخصية لهم من قبيل تبليط الطرق وتعيين بعض الموظفين ورفع معاملات الرعاية الاجتماعية رغم انها خارج صلاحياتهم، تجعل هواجس الناس وقلقهم في محلها من تسخير الجهد الحكومي وتجييره لأشخاص محددين" حسب وصفه.