ندوة فكريّة تألق فيها الأكاديميون

الصفحة الاخيرة 2021/08/07
...

  بغداد: الصباح
رأس د. حسين علي هارف جلسة التعقيبات الخاصة بمسرحيتي (شريط كراب الاخير) و(الميت مات) اللتين عرضتا الأربعاء الماضي.. الجلسة عقدت صباح اول أمس الخميس.. خامس ايام مهرجان العراق الوطني للمسرح، على القاعة العراقية في فندق فلسطين ميريديان.. 
وقرأ الفنان طلال هادي وظفار المفرجي، ورقتين بحثيتين عن (المسرح البديل) بينما أقيمت احتفالية توقيع كتاب (تحولات العرض المسرحي من الايهام الى التحريض) تأليف د. رياض شهيد.
عقب د. علي حسين حمدان، على (شريط كراب الاخير) تمثيل طه المشهداني وميلاد سري واخراج علي حبيب، قائلا: «ترك بيكيت ثروة من اعمال تشحذ العاطفة لخلق اصول تدرك تكنيكا يصور العبثية على انها دليل واللا معقولية سبيلا».
وأكد: «منذ بداية ونهاية اللعبة إندفع معدا النص في الافادة من ثراء مخيلة بيكيت، بإزاحة الاحداث الى الواقع العراقي»، مضيفا «المسرحية عبارة عن مجموعة من مشاهد منفصلة.. الحرب والثورات والاحتلال وسواها من معاناة كابدها الشعب العراقي، محتفظا بالشريط كذاكرة».
نصح د. حمدان: «اعادة تصنيع نص عالمي لا يعني الحذف والاضافة» متابعا: «إعتمد العرض على فريمات يتعاون معها بعد ازاحة النص يعود المخرج اليه».
اشار الى ان « المشهد الاول استذكار الحرب العراقية الايرانية واحالة الطاولة الى بار ومدرسة واجتماع حزبي، وظلت تتحول حتى صارت سيارة عسكرية تسوق كراب الى الحرب، وهذا ما جعل الطاولة تتحول من استاتيكية الى ديناميكية»، مشخصا «وقع العرض في فخ فقدان البعد الدرامي في المشهد الايروسي، والنهاية مرتبكة كحال العرض كله، والفنان طه المشهداني، إلتزم الواقع ففقد البريق المنتظر منه».
عقبت د. فاتن الطائي على (الميت مات) تأليف وإخراج علي عبد النبي الزيدي، مبينة «عرض جميل ومهم وتعامل مع مفردات التواصل الجماهيري بدقة»، أوضحت «علي عبد النبي الزيدي، مشاكس بنصوصه.. يطرق على اوتار حساسة، وهنا ظهر مؤلفا ومخرجا، قدم تجربة اولى كبيرة احتوت ثيمات مكتنزة».
أشارت د. الطائي، الى أن «الانتظار الذي وجدناه موتا مؤجلا، لصق بطلي المسرحية بالمصاطب، في تلميح الى أن الشعب ملتصق بالوطن والساسة ملتصقون بالكراسي، وهما ينتظران التغيير» مصادقة على ما جاء في أحد الحوارات «أية سلطة صنعت الانتظار.. إنه الاستعباد».
واصلت المعقبة استعراض بعض من حوارات النص: «نموت ولا ندري؛ لأننا تركنا قطار العمر يمضي وبقينا ننتظره»، منوهة بأنها «تلك هي قيمة النص.. انتظار ما لا يأتي؛ لأننا نريد ان ننتظر، والآخر غير معني بالانتظار».
تحدث طلال هادي عن المسرح البديل، مفيدا بـ»النظر الى القديم على أنه بالٍ، وإنساقت أجيال الى التجديد؛ فحدثت فجوة».
استطرد: «انجازات السابقين اصبحت ارثا واكبناه وتأثرنا به، لكنه تعرض للقطيعة من قبل الاجيال، التي باتت لا تعرف الاعمال السابقة؛ لذا فكرت بالحفاظ على الارث من خلال فكرة المسرح البديل الذي سيكون مستقبلا اذا تم تطبيقه بخلق انموذج متحرر، اي ان الماضي والحاضر يصنعان المستقبل» مستشهدا بتجارب موازية «نجح المطربون بإعادة توزيع الأغاني، وشركات السينما نجحت بتلوين الافلام وهندسة الصوت فيها وفي التشكيل صاغوا لوحات عالمية ونحن امام ارث مسرحي هو المسرح الاحتفالي».
إستفاض: «الآن أمامنا إعادة صياغة الموروث المسرحي باحترام لما قدمه السابقون».
شارك ظفار المفرجي، بالحديث عن تجربة طلال هادي في المسرح البديل.
إنطلق حفل توقيع كتاب (تحولات العرض المسرحي من الايهام الى التحريض) تأليف د. رياض شهيد، أدار الجلسة د. يوسف رشيد، الذي قدمه «بدأ طالبا موهوبا، ومتميزا.. احترف التمثيل محترفا بشكل مبكر».
أضاء د. رياض صفحات كتابه: «وليد تجربة حصلت في الواقع العراقي» معرفا: «التحريض في المسرح يختلف عن سواه؛ لأن هدفه الإنسان.. تحريض مبني على أسس سامية».