جعفر علي.. عرّاب السينما العراقيّة

الصفحة الاخيرة 2021/08/08
...

  بغداد: الصباح 
 
الدرس الاكاديمي السينمائي الحقيقي ابتدأ في العراق مع تأسيس المخرج جعفر علي العام 1973 لقسم السينما في كلية الفنون الجميلة، حيث استدعى أبرز الأساتذة العرب ليدرسوا فيه، ومنهم المخرج توفيق صالح وأميل بحري وهاشم النحاس وغيرهم، ليفتتح بعد ذلك الدراسات العليا فيه، وبقي مدرسا في القسم حتى وفاته في العام 1998.
 استورد جعفر علي للقسم ابرز الأجهزة والمعدات السينمائية من ضمنها كاميرا 16 و35 ملم، حتى تكاملت كل المواصفات الفنية للقسم، وكانت الصيغ والأساليب التي اتبعها لقيادته لهذا القسم السينمائي الشاب تشكل تحديا لكل المعاهد السينمائية في الوطن العربي. 
 اخرج أهم الاعمال السينمائية والتي تمثل باكورة أفلام الواقعية العراقية لدى تأسيس مصلحة السينما والمسرح في العراق، حيث اخرج فيلمه السينمائي الأول (الجابي – 1968 ) والذي يعد اول فيلم ينتجه القطاع العام (دائرة السينما والمسرح)، وكتب قصته والسيناريو بنفسه، وهو يتحدث بشكل واقعي عن حياة الناس وهمومهم اليومية داخل حافلة نقل الركاب (طول الفيلم). كما أخرج فيلمه الثاني (المنعطف - 1975م)، والمأخوذ عن رواية الكاتب العراقي الراحل (غائب طعمة فرمان) بعنوان (خمسة أصوات) وهو من ابرز الأفلام السياسية، التي أنتجتها الشركة الوطنية للأفلام الوطنية وعرض في العديد من المهرجانات العربية والمحلية والدولية، من ضمنها مهرجان موسكو السينمائي لسنة 1975م. وأخرج في السنة التالية فيلمه السينمائي الثالث (سنوات العمر – 1976)، والذي صورت أكثر مشاهده في ألمانيا وبالألوان والذي يتحدث عن اليد العاملة العراقية وعودة الكفاءات العراقية من الخارج إلى أرض الوطن، إلا إن الفيلم لم ير النور لأسباب إنتاجية!.
 عاد جعفر علي إلى الإخراج السينمائي في 1991 بعد خمسة عشر عاما من إخراج فيلمه (سنوات العمر 1976 ) ليخرج فيلمه السينمائي الجديد ( نرجس عروس كردستان) والذي يعد اول فيلم كردي عراقي. كما اشترك بتمثيل عدد من الاعمال السينمائية نذكر منها: (المسألة الكبرى - 1982)، و(الفارس والجبل - 1988) و(الملك غازي - 1993)، كما شارك بكتابة سيناريو فيلم (فائق يتزوج - 1984) للمخرج المصري الراحل: إبراهيم عبد الجليل . وعمل مديرا فنيا في الفيلم المذكور، وعمل مخرجا منفذا في فيلم (حمد وحمود - 1985) والذي أخرجه الراحل إبراهيم جلال. وكتب قصة فيلم (طائر الشمس - 1991) والذي أخرجه الراحل صاحب حداد. 
لم يقتصر دور جعفر على السينما، بل شارك في العديد من الاعمال المسرحية، مثل مسرحية (مواطن بلا استمارة) ولعب دور السجين فيها والتي أخرجها وجدي العاني في سبعينيات القرن الماضي. كما اخرج عددا من المسرحيات نذكر منها مسرحية (فيت روك) لمؤلفها ميغان تيري، والتي تتحدث عن الحرب الفيتنامية الأميركية، والدلالة على الخسائر الأميركية في الحرب مع فيتنام، وقدمها في حصن الاخيضر بمدينة كربلاء وعلى الهواء الطلق، ومثلها قسم من طلبة كلية الفنون الجميلة، وحضرها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري. واخرج لفرقته التي اسسها (مسرح اليوم) العديد من الاعمال المسرحية.
واعتزازا من قسم السينما في كلية الفنون الجميلة وتثمينا وعرفانا للدور الذي لعبه في النهوض بواقع السينما العراقية، أطلق عليه لقب عراب السينما العراقية.