الإنتاج السينمائي ورأس المال

الصفحة الاخيرة 2021/08/08
...

كاظم مرشد السلوم
يطمح السينمائيون العراقيون خصوصا الشباب منهم الى انتاج أفلام سينمائية تضاهي الأفلام العالمية والعربية المهمة، كذلك يطمحون مشاركة افلامهم في المهرجانات السينمائية الرصينة، لكن ما يقف عائقا دون تحقيق ذلك هو توفر رأس المال أولا وتوفر البنى التحتية لذلك ثانيا، فما زالت الأفلام التي تنتج هي أفلام سينمائية مستقلة، انجزها شباب بإمكانات مادية بسيطة، من دون توفر الدعم اللازم لها من جهات حكومية او غير حكومية، حيث ما زال الاستثمار في حقل السينما بعيدا عن تفكير أصحاب رؤوس الأموال، بسبب فقدان جهات تسويق رصينة تكفل توزيع ما ينتج من أفلام، كذلك فان المنح المالية التي تقدم ليست بالمبالغ الكافية لإنتاج أفلام مهمة، لذلك نجد العديد من السينمائيين العراقيين يتجهون للحصول على دعم تقدمه العديد من منصات المهرجانات ومراكز السينما في بعض الدول، وهو أمر ليس بالهين، كون ما يبعث من نصوص يخضع للجان فحص محترفة، قد لا تمرر هذا النص او ذلك.
العامل الثاني هو فقدان البنى التحتية للسينما، فلو نظرنا الى واقع البنى التحتية للسينما نجده خاويا تماما، فلا وجود لاستوديوهات سينمائية، كذلك لا يتوفر لدينا فنيون محترفون كمدراء تصوير او حتى مخرجين أو فنيين آخرين الا قلة قليلة ومعدودة، يعملون جاهدين على متابعة كل جديد في حقل الإنتاج السينمائي.
ولعل سببا مهما يضاف الى ذلك هو عدم اقبال الجماهير على مشاهدة الأفلام السينمائية العراقية، فالسينما بأبسط تعريف لها وقد ذكرته مرارا وتكرارا هي (صناعة وفن تخضع لحسابات السوق ودلالة شباك التذاكر)، فكيف لمستثمر لا يضمن ربحا من انتاج فيلم سينمائي، وهذا الربح لا يأتي الا من خلال الاقبال الجماهيري على مشاهدة الأفلام، ومن ثم تشجيع هذا المستثمر وغيره على الاستمرار في الإنتاج، ويبدو معالجة هذه الأسباب التي تعيق الإنتاج السينمائي العراقي ستبقى قائمة ما دام هناك من لا يؤمن بأهمية السينما كعامل ثقافي وترفيهي مهم.