المحافظ و زيد الحلي

الصفحة الاخيرة 2021/08/10
...

حسن العاني 
 
في الثلاثين من حزيران العام الجاري، نشرت جريدة الزمان الغراء مقالة ظريفة للصديق الإعلامي الرائد  زيد الحلي تحت عنوان (محافظ أربيل وحسن العاني)، تناول فيها تعرض مركبته الى حادث مروري عام (1990) على طريق (شقلاوة) وقد نقل على اثره الى مستشفى أربيل المركزي، ولم تكن الإصابة بفضل الله مؤذية، وقد صادف وجودي يومها في أربيل لهذا زرته غير مرة للاطمئنان على صحته وكان من بين زواره – والرواية للزميل الحلي – السيد محافظ أربيل يحيى الجاف رحمه الله.
واذا تجاوزنا التفاصيل فان ما ارادت المقالة ايصاله يتمثل بهذا المقطع الذي انقله بالنص الحرفي من المقالة، اذ يقول الجاف للزميل زيد (ان الأستاذ حسن العاني كتب اكثر من مرة عن محافظة أربيل، وفي كتاباته انتقادات للمحافظة، وقد جاءتني تنبيهات وتحذيرات حول تلك الانتقادات، وقد وجدتها مناسبة أن ازورك للاطمئنان عليك، وايضاً لرجائك أن تخبر الأخ حسن العاني، أن يخفف من حالة النقد للمحافظة، وعدتُ المحافظ خيراً رغم معرفتي أن الصديق العاني لا يكترث للوساطات!).
اشهد أن لا علم لي بهذا اللقاء بين الرجلين، ولم ينقل لي الصديق زيد هذه الحكاية، وهنا اود الإشارة – ما دمنا بصدد الحديث عن السيد الجاف – الى انني امضيت عدة سنوات في أربيل مديراً لمكتب جريدة الجمهورية، وفي الوقت نفسه مديراً لمكتب جريدة العراق ، ولم يكن وجودي في أربيل بصفتي {معلماً} يمثل أي عائق امام انشغالاتي الصحفية الواسعة، وقد قصدت يوماً السيد الجاف – وهي اول زيارة له – الا ان مدير مكتبه الذي استقبلني بحفاوة، رفض ورفض و رفض لقائي به، وطلب مني أن اكتب له أسئلة، يجيب عليها لاحقاً، ولم اكن استهجن شيئاً مثل استهجاني لهذا الأسلوب الصحفي، ولذلك قاطعت المحافظ نهائياً، وكنت واثقاً ان الرجل يتابع كتاباتي في (الجريدتين) ولابد انه يستغرب لكونه الوحيد (المستبعد)!.
مصادفة بعد بضعة اشهر التقيت الجاف خارج مكتبه، واذا به يعاتبني عتباً رقيقاً [أستاذ حسن لم تشرفني يوماً بزيارة] على حد تعبيره، فلم اتردد عن إيضاح تصرف مدير مكتبه، فغضب الرجل وقال كلاماً قاسياً بحق مدير مكتبه، ومن (لحظتها) قامت بيننا صداقة من ارقى الصداقات، يكفي انني أصبحت (واسطة) أصدقائي الكرد في أربيل الذين تتعسر لهم معاملة في المحافظة!.
الامر الذي اربكني في المقالة، هو انني احلت نفسي على التقاعد لأسباب صحية بداية عام (1986) وعدت الى بغداد والتحقت بمجلة {الف باء} وانتهت علاقتي الوظيفية والصحفية بأربيل تماماً، فهل اصابت ذاكرتي لوثة العمر ام اصابت ذاكرة الحلي متاعب 
الحياة؟!.