زعماء العالم يؤكدون وقوفهم مع العراق
الثانية والثالثة
2019/02/24
+A
-A
بغداد / الصباح /القاهرة / إسراء خليفة
انطلقت مساء أمس الأحد، أعمال القمة العربية - الأوروبية في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، بحضور رئيس الجمهورية، برهم صالح، وبمشاركة واسعة من رؤساء الدول والمنظمات العالمية والدبلوماسية العربية والأوروبية.وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في كلمته بافتتاح القمة التي حملت شعار «في استقرارنا نستثمر»: إنه أصبح من الضرورة القصوى ان تتحول منطقة الشرق الاوسط من منطقة للنزاعات إلى منطقة للنجاح، وهذا يتطلب التعاون الصادق بين المنطقتين الاكثر تضررا واللتين ستكونان الأكثر استفادة من هذه النجاحات، مما يستدعي التغاضي عن المصالح الضيقة والعمل مع أطراف النزاع عبر التحفيز بهدف تنفيذ القرارات الأممية التي تمثل نهجا ملزما متفقا عليه لتسوية تلك النزاعات.
وأضاف أنه مثلما تتعدد التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة تتعدد الفرص التي إذا استثمرناها جيدًا ستكون خير سند لنا في مواجهة التحديات، والتعاون الاقتصادي من شأنه أن يصب في تحقيق الرخاء على ضفتي المتوسط .
لقاءات مكثفة
وأجرى رئيس الجمهورية، برهم صالح، سلسلة من اللقاءات مع قادة وزعماء الدول العربية والصديقة على هامش مؤتمر القمة العربية – الأوروبية المنعقد حالياً في شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية، بحث خلالها عدداً من الملفات ذات الاهتمام
المشترك.
وأوضحت بيانات رئاسية، تلقتها «الصباح»، أن صالح «التقى، على هامش مؤتمر القمة العربية- الأوروبية، رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي»، مبينة انه «تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها، ومساهمة الشركات المصرية في اعادة اعمار المناطق المحررة من العصابات الارهابية والاستثمار في المجالات الاقتصادية والنفط والطاقة، فضلا عن مناقشة المواضيع المطروحة على جدول أعمال المؤتمر وتبادل وجهات النظر حولها».
واكد صالح خلال اللقاء، الذي حضره وزراء الخارجية والتجارة والثقافة، «اهمية التعاون بين الاشقاء والاصدقاء من اجل تجاوز الخلافات واعتماد الحوار البناء لحلها».
وفي لقاء اخر، ناقش صالح مع امير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، أهمية تعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين وتوسيعها في المجالات كافة، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
وجرى خلال اللقاء مناقشة آخر التطورات السياسية والامنية، وضرورة ترسيخ الاستقرار والسلم في المنطقة واعتماد الحوار الجاد والبنّاء في معالجة القضايا والمستجدات على الساحتين العربية والاقليمية.
من جهته، جدد الشيخ صباح الاحمد حرص الكويت على وحدة العراق والوقوف إلى جانبه في مواجهة التحديات الراهنة، مؤكداً رغبة بلاده بتطوير آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين على مختلف الصعد، مثمناً جهود رئيس الجمهورية في تنشيط العلاقات الثنائية بين العراق والكويت.
كما أكد رئيس الجمهورية، في لقاء منفصل برئيس وزراء التشيك اندريه بابيش، «اهمية تعزيز علاقات التعاون بين العراق والتشيك وسبل تمتينها بما يرسخ اواصر الصداقة بين الشعبين».
ولفت صالح إلى «حرص العراق وتطلعه الى اعادة اعمار المدن المتضررة»، مبيناً «أهمية مشاركة التشيك ومساهمتها في مشاريع تطوير البنى التحتية والتنمية
الاقتصادية».
من جانبه، اشاد بابيش بـ»دور الرئيس صالح في تعزيز مكانة العراق دولياً»، مؤكداً «حرص بلاده ووقوفها الى جانب العراق ومساعدته في المجالات كافة».
وجرى خلال اللقاء مناقشة التطورات والاحداث على الصعيدين العربي والدولي.
وفي السياق، استقبل رئيس الجمهورية، في مقر اقامته بشرم الشيخ، رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين.
وجرى خلال اللقاء، الذي حضره وزراء الخارجية والتجارة والثقافة، «بحث العلاقات بين البلدين وآفاق تطورها وتعزيزها، فضلاً عن مساهمة الشركات السويدية في اعمار العراق والاستثمار في المجالات الاقتصادية والكهرباء والنفط».
في غضون ذلك، أشار رئيس الجمهورية، لدى استقباله رئيس وزراء فنلندا يوها سيبيلا، الى «ضرورة استثمار الشركات الفنلندية في تطوير قطاعات النفط والطاقة والصناعة في العراق، ومساهمتها في اعمار المناطق المتضررة من الارهاب».
من جهته، اكد سيبيلا «دعم بلاده لتحقيق الاستقرار والازدهار للشعب العراقي والعمل على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات».
تعزيز العلاقات
واستقبل صالح، أيضاً المستشار النمساوي سباستيان كورز.
وشدد رئيس الجمهورية على «أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق والنمسا في جميع المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين».
وشكر الرئيس صالح «دول الاتحاد الاوروبي لما قدمته من مساعدة للعراق في حربه ضد تنظيم داعش»، مثمناً «دور النمسا في تقديم العون للنازحين والمهجرين».
من جانبه، جدد كورز «دعم بلاده لاستقرار العراق»، مؤكداً «الحرص على مساهمة الشركات النمساوية في تطوير القطاعات الصناعية والاستثمارية فيه».
واستقبل رئيس الجمهورية كذلك رئيس جمهورية الصومال محمد عبد الله محمد.
وجرى خلال اللقاء، الذي حضره وزراء الخارجية والتجارة والثقافة، بحث «العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة لتطويرها، فضلاً عن مناقشة توسيع آفاق التعاون بما يخدم المصالح المشتركة».
كما تم «التأكيد على ضرورة تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة، وتوحيد المواقف ازاء القضايا والاحداث التي تشهدها الساحتان العربية والدولية».
جدول أعمال القمة
يشار إلى أن الأمين العام المساعد رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي الأمين، أعلن أن جدول أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى التي انطلقت، مساء أمس الأحد، بشرم الشيخ هو جدول أعمال مفتوح بما يتيح للجانبين طرح جميع شواغلهم واهتماماتهم، مشيرا شهدت حضورا عربيا أوروبيا مكثفا وعلى أعلى المستويات .
وأضاف السفير زكي، في تصريحات صحفية، إلى أن جدول أعمال القمة ليس مغلقا على موضوعات بعينها حتى يسمح للقادة بطرح كل ما يريدون التحدث فيه
خلالها.
ولفت زكي إلى أن هذه الموضوعات والشواغل والاهتمامات ستطرح في بيانات وسوف تطرح أيضا في الجلسة التفاعلية بين الجانبين، مبينا أن هناك جلستي بيانات وجلسة تفاعلية يفترض فيها أن يتم الحديث خلالها دون بيانات مكتوبة ولكن فقط تبادل الرأي بين القادة وبعضهم البعض حتى تكون هناك حرية كاملة في طرح أي قضايا من الجانبين.
ووصف زكي مستوى التمثيل في هذه القمة بأنه «جيد جيدا « والمستوى الأوروبي أكثر من المتوقع حيث يوجد أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة وأيضا المشاركة العربية في القمة «عالية جدا»، مؤكدا أن مستوى المشاركة في هذه القمة يعكس مكانة مصر الكبيرة وهو أمر في غاية الأهمية، وأن المشاركة تعني أن هناك اهتماما بهذا الحوار العربي الأوروبي على المستوى القيادي الذي يحدث
لأول مرة.
وردا على سؤال حول القضايا المطروحة من الجانب العربي وخاصة أهم القضايا التي نرى أنها جديرة بالاهتمام، قال السفير حسام زكي إنه «من الطبيعي أن الجانب العربي يتحدث عن الأزمات العربية الراهنة وزيادة فرص التعاون مع أوروبا وعلى الموضوعات كافة التي تهمنا مع الجانب الأوروبي والتنسيق فيها مثل موضوع مكافحة الإرهاب وملف الهجرة غير النظامية وموضوعات نزع السلاح»، مشيرا إلى أن العلاقة العربية الأوروبية علاقة مليئة بالتحديات وأيضا مليئة بالفرص «والحديث يجب أن يكون متوازنا بينهما خاصة وأن هذه العلاقة هي مع كتلة هي الأكبر من حيث عدد السكان والتقدم التكنولوجي والثراء والتقدم في التعليم والصحة وجميع
المجالات».
وأضاف السفير زكي «أن الجانب الأوروبي يتطلع من جانبه أيضا إلى الاستفادة من أن ينتج عن هذا الحوار فهم أكبر للواقع العربي وكيف يراه العرب بتحدياته ومشكلاته وكيف يمكن لهم أن يساعدوا في استقرار هذه المنطقة‘ لذا كان شعار القمة «في استقرارنا نستثمر» لأنه كلما حدث استقرار في هذا الفضاء العربي كانت هناك مصلحة
للجانبين.
وبشأن الإعلان المتوقع صدوره عن «قمة شرم الشيخ» وهل لا تزال هناك قضايا محل خلاف بين الجانبين العربي والأوروبي؟، أوضح زكي «ليس جديدا أن تكون هناك قضايا محل خلاف ويتم التحدث عنها»، مشيرا إلى أن هذا الإعلان عندما يصدر سيكون بتوافق الجميع، لافتا إلى أن هناك توافقا كبيرا حتى الآن حول مختلف القضايا.
وردا على سؤال حول القضية الفلسطينية وموقعها من اهتمام هذه القمة، وهل ستكون هناك مطالبة من الجانب العربي للجانب الأوروبي بموقف أكثر تطورا في دعم القضية الفلسطينية؟، قال السفير حسام زكي: إن «الموقف الأوروبي موقف جيد، ومعظم الدول الأوروبية موقفها جيد وأحد أهدافنا هو الحفاظ على تماسك هذا الموقف بالشكل الجيد الذي يتصف به حاليا وألا تحدث فيه أي انتكاسات أو تراجعات».
وبشأن تطوير الموقف الأوروبي ازاء دعم القضية الفلسطينية، ذكر السفير زكي أن «هذا التطوير قد لايكون سهلا جماعيا ولكن قد يكون سهلا على المستوى الثنائي ونأمل أن تتطور المواقف الأوروبية بشكل فردي أو ثنائي وأن تطور كل دولة موقفها من القضية الفلسطينية وصولا إلى الاعتراف الكامل بدولة فلسطين مثلما فعلت السويد وبعض الدول الأخرى».
فعاليات وأنشطة
وبدأت فعاليات القمة العربية الأوروبية بالجلسة الافتتاحية، اعقبتها الجلسة العامة الأولى، التى بحثت تعزيز الشراكة بين الجانبين، وسبل التعامل مع التحديات العالمية، إلى جانب اللقاءات الجانبية بين القادة والزعماء المشاركين، أما اليوم الاثنين وهو اليوم الثاني للقمة فسوف يشهد لقاءات ثنائية للرؤساء والقادة، تعقبها جلسة حوار تفاعلي، لبحث سبل التعامل المشترك مع التحديات الإقليمية، تقتصر على الزعماء وممثلي الدول المشاركة، وستعقد الجلسة الختامية بعد ظهر اليوم، يعقبها مؤتمر صحفي مشترك، لعرض نتائج القمة.
وشارك في القمة من الجانب العربي، رئيس الجمهورية برهم صالح والملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، وحمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ملك البحرين، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، وعبد ربه منصور هادي، رئيس اليمن والرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، ورئيس الصومال، محمد عبد الله محمد، وإسماعيل عمر جيلة رئيس جيبوتي، والشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة ممثل الإمارات العربية
المتحدة.
كذلك من الجانب العربي حضر فايز السراج، رئيس الحكومة الليبية، وعبد القادر بن صالح الخميس، رئيس مجلس الأمة الجزائري، وإسماعيل ولد الشيخ أحمد، وزير الخارجية الموريتاني، وبكري حسن صالح، النائب الأول لرئيس الجمهورية السودانية، وأسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، والممثل الخاص للسلطان قابوس، وسعد الحريري رئيس وزراء لبنان، والشيخ محمد الأمين صيف، وزير خارجية جزر القمر، ورئيس وفد بلاده، وسلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، وأيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني، والوزير الأول للمملكة المغربية.
أما من الجانب الأوروبي فشارك في القمة كل من المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والمستشار النمساوي سيباستيان كورتس، ودونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، وجون كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، وفيدريكا موغريني، الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، إلى جانب شارل ميشيل رئيس وزراء بلجيكا، وبويكو بوريسوف، رئيس وزراء بلغاريا، ونيكوس أناستاسيادس، رئيس قبرص، وأندريه بابيش، رئيس وزراء التشيك، وأندريه بلينكوفيتش، رئيس وزراء كرواتيا، ولارس راسموسن، رئيس وزراء الدنمارك، وجوري راتاس، رئيس وزراء أستونيا، ويوها سيبيلا رئيس وزراء فنلندا، وإليكسيس تسيبراس، رئيس وزراء اليونان، وفيكتور أوربان، رئيس وزراء
المجر.
كما حضر القمة من الجانب الأوروبي، جوزيبي كنتي، رئيس وزراء إيطاليا، وليو فر اذكار، رئيس وزراء أيرلندا، وإدجار سينكيفيتش، وزير خارجية لاتفيا، وليناس لنكيفي شيتوس، وزير خارجية ليتوانيا، وجوزيف موسكات، رئيس وزراء مالطا، ومارم روته، رئيس وزراء هولندا، وماتيوس مورافسكي، رئيس وزراء بولندا، وأنطونيو كوستا، رئيس وزراء البرتغال، كلاوس يوهانيس، رئيس رومانيا، وبيتر بيلجريني، رئيس وزراء سلوفاكيا، وماريان شاريت، رئيس وزراء سلوفينيا، وجوسيب بوريل، وزير خارجية إسبانيا، وستيفان لوفين، رئيس وزراء السويد، وتيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، وجان إيف لودريان، وزير خارجية فرنسا.