الكاظمي من الكويت: جادُّون لبحث جميع الملفَّات العالقة

العراق 2021/08/23
...

 بغداد: محمد الأنصاري
 
اختتم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أمس الأحد، زيارة رسمية إلى دولة الكويت الشقيقة رافقه وفد حكومي رفيع، عقد فيها مع المسؤولين الكويتيين جولة مباحثات رسمية شملت مجالات عدة في الطاقة والاقتصاد والاستثمار والصناعة والنقل وسبل استثمارها لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين. 
والتقى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بحضور ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها للوصول إلى مرحلة متقدمة من التكامل، وتعزيز التعاون المشترك، في مجالات الاقتصاد، والاستثمار، والصناعة، والتجارة، وغيرها.
وأعرب الكاظمي عن تقدير العراق لموقف الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، ورؤية الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح، في دعم العراق، ومساندته، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، كما شكر الكويت أميراً وحكومةً وشعباً، على مواقفهم الأخوية تجاه العراق، وما قدموه من دعم، وآخرها المساعدة في مجال مواجهة جائحة كورونا.
وأشار إلى ما تواجهه المنطقة من تحديات، بدءا من جائحة كورونا، مروراً بالظروف الاقتصادية الصعبة، والتوترات الإقليمية؛ وغيرها مما يجعلنا أكثر إيماناً بضـرورة أن نتعاضد وأن نرفع مستوى التنسيق بين بلدينا.
وأكد أن الحكومة العراقية تعمل من أجل تحوّل العراق، إلى نقطة التقاء وحوار وتبادل لوجهات النظر بين الأطراف المختلفة، وتكثيف الجهود؛ من أجل تعزيز التعاون الدولي لدعم العراق، وتعزيز العلاقات مع دول الجوار.
وبيّن الكاظمي أن بغداد تستضيف نهاية الشهر الحالي، قادة دول الجوار العراقي والإقليمي في مؤتمر بغداد ، معرباً عن رغبة العراق بمشاركة دولة الكويت على أعلى المستويات.
من جهته أكد أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أن الكويت ستظل مسانداً للعراق وحكومته في مواجهة الكثير من التحديات، والمشاركة في تذليل العقبات؛ من أجل تعزيز أفضل العلاقات، وبما يضمن مصالح شعبي البلدين.
كما التقى رئيس الوزراء، رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، وبين الكاظمي، بحسب بيان لمكتبه، أن العراق والكويت، بتجاوزهما آثار الماضي وتطلعهما إلى المستقبل، سيتمكنان من إنجاز الكثير على المستويين الوطني والإقليمي، والتأثير الإيجابي في المنطقة.
وشدّد على الاستفادة من الإمكانيات التي يتيحها التواصل الجغرافي، وترابط المصالح الستراتيجية والاقتصادية بين البلدين، والأواصر الاجتماعية بين الشعبين الشقيقين، ولاسيما في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها 
منطقتنا.
من جانبه، قال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم إن مصلحة العراق وقوته هما من مصلحة الكويت، التي ستكون عاملاً مهماً لاستقرار العراق، وإن أي خطر على العراق سيكون خطراً على الكويت في الوقت نفسه.
وترأس رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ونظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح المباحثات الموسعة بين الوفدين العراقي والكويتي، وبحث الاجتماع مجمل الملفات لتعزيز التعاون بين البلدين، في قطاعات الاقتصاد، والصحة، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والنقل، 
وغيرها. 
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أن الكاظمي أكد خلال المباحثات، استعداد الحكومة العراقية للتعاون والعمل مع الحكومة الكويتية بما يجسد العلاقات الأخوية التأريخية بين البلدين، بروح من الاحترام المتبادل، والرغبة الصادقة في التعاون المشترك؛ لتعزيز العلاقات في المجالات كافة وتطويرها؛ بما يحقّق تطلعات الشعبين الشقيقين. 
وأشاد رئيس الوزراء بموقف دولة الكويت، في الوقوف إلى جانب الحكومة العراقية، ومساندتها في تحقيق تطلعاتها الاقتصادية، التي تتضمن تنفيذ الأهداف المنصوص عليها في الورقة البيضاء، وتحقيق الإصلاح في القطاعين العام والخاص، وتطوير القطاع المصرفي، فضلاً عن الربطين الاقتصادي والتجاري مع الدول المجاورة للعراق.
وأعرب الكاظمي عن تطلعه إلى تضافر الجهود الحكومية بين العراق والكويت؛ لتحديد موعد عقد اجتماعات الدورة الثامنة للجنة الوزارية العليا العراقية – الكويتية المشتركة في العراق، حيث مضى أكثر من عامين على انعقاد الدورة الأخيرة (السابعة)، وعبّر عن رغبة العراق في تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل الزيارات الرسمية بين الجانبين.
وأكد أن الحكومة جادة وعازمة، على بحث جميع الملفات العالقة بين العراق والكويت، حيث تم في هذا الصدد تشكيل اللجنة السياسية العليا للتفاوض بشأن الملفات العالقة مع دولة الكويت.
من جانبه، قدّم رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، شكره للعراق، حكومةً وشعباً، لدورهم في البحث عن رفات المفقودين الكويتيين من ضحايا النظام السابق، وأثنى على الدور المميز لحكومة الكاظمي في المنطقة، وتقريب وجهات النظر؛ وهذا ما تحتاجه المنطقة في الوقت الحالي. 
 
وخلال لقائه رئيس غرفة التجارة والصناعة الكويتية، محمد جاسم الصقر وجمعاً كبيراً من رجال الأعمال والصناعة، أكد الكاظمي، أن العراق يسعى جاداً لتسهيل إجراءات التجارة البينية مع الكويت، ورفع حجم التبادل التجاري الذي ما زال دون مستوى الطموح، حاثاً القطاعين الكويتيين، العام والخاص على الاستثمار في العراق.
وقال رئيس الوزراء: "تتوافر في العراق أراضٍ خصبة ووفرة مائية، تمنح المستثمرين الكويتيين فرصة في المجال الزراعي، سواء للشركات الحكومية أو الخاصة؛ من أجل تحقيق الأمن الغذائي، والتكامل بين العراق والكويت".
واضاف أن الحكومة العراقية عملت على تسهيل إجراءات الاستثمار، وحماية حقوق المستثمرين وتقديم أشكال الدعم كافة لإنجاح أعمالهم، وتسهيل منح سمات الدخول لرجال الأعمال الكويتيين، مبيناً أن العراق سبق أن وقع اتفاقية تجنّب الازدواج الضريبي مع الكويت عام 2019.
واقترح الكاظمي عقد مؤتمر أو ورش عمل متبادلة في العراق والكويت، لاستعراض الفرص الاستثمارية بالعراق في جميع القطاعات، معرباً عن تطلعه إلى تقديم تسهيلات في منح سمات الدخول لرجال الأعمال العراقيين، لعقد شراكات في المجال الاقتصادي مع نظرائهم الكويتيين.
وشدد على أن التعاون العراقي – الكويتي في مجالي النفط والطاقة، هو محط اهتمام كبير من قبل الحكومة، التي تتطلع إلى تطوير هذه العلاقات عبر تشجيع الجانب الكويتي للإسراع بتنفيذ ما يتعلق به من أعمال الربط الكهربائي الخليجي.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قد وصل صباح أمس الأحد، إلى دولة الكويت الشقيقة على رأس وفد حكومي رفيع، وقد جرت له مراسيم استقبال رسمية عُزف خلالها النشيدان الوطنيان العراقي والكويتي، فضلاً عن استعراض حرس الشرف.