اعتراف الدول ببعضها

آراء 2021/08/29
...

 يعقوب يوسف جبر 
 
تحكم العلاقات بين مختلف دول العالم موازين متعددة، منها ميزان الاعتراف الدولي، فما معنى هذه الميزان والمصطلح؟ قبل ظهور مصطلح الدولة عبر التاريخ الحديث، كانت المجتمعات عبارة عن شعوب متصارعة، فكل شعب هو عبارة عن جماعات وقبائل متقاتلة في ما بينها، إضافة إلى ذلك ثمة صراع ما بين هذه الشعوب، حول الموارد الاقتصادية، لكن مع مرور الزمن انبثقت فكرة الدولة، فتاسست دول، لكن هذه الدول كانت تتنازع في ما بينها، حول النفوذ الجغرافي والحدود التي تفصلها عن بعضها البعض، فلأجل فض هذا النزاع مست الحاجة إلى تبني الحل المناسب لهذه المشكلة، فظهر مصطلح سيادة الدولة، الذي أوجب وضع قانون دولي ينظم السيادة وكيفية اعتراف الدول بعضها بالبعض الآخر، ونتيجة لذلك ترتبت آثار جمة، منها كيفية حماية كل دولة لمصالحها وكيفية تأمين هذه المصالح، منها المصلحة الأمنية القومية. 
لذلك تطلبت هذه الحماية العمل بنظام الاعتراف الدولي والذي بموجبه تلتزم كل دولة على اساس إبرام معاهدات مع دولة أخرى، باحترام سيادة الدولة الاخرى، كما تعمل كل دولة ما على إقامة علاقات حسن الجوار، أو تقيم علاقات اقتصادية أو ثقافية مع بقية الدول تقوم على مبدأ التوازن، او تلتزم كل دولة استنادا الى نظام الاعتراف الدولي بمبدأ المعاملة بالمثل، ففي حالة قيام دولة ما بعدم احترام التقاليد الدبلوماسية، في هذه الحالة تعمل الدولة المتضررة دبلوماسيا بالتعامل بالمثل.
وفي مجال نشوب حرب بين دولة وأخرى ففي حالة أن هذه الحرب انتهت بهدنة، ورتبت آثارها كالاضرار التي لحقت كلا الدولتين ولأجل تصفية هذه الآثار، فإن الدولتين اذا كانتا تعترفان ببعضهما البعض، فإنهما يحتكمان إلى جهة دولية محايدة، كأن تكون منظمة الامم المتحدة لتحديد اسباب النزاع بالرجوع إلى ميثاق الأمم المتحدة، أو الرجوع إلى محكمة العدل الدولية، للفصل في النزاع الذي حدث بينهما، لتحديد الطرف المعتدي، ولإلزامه بدفع التعويضات للدولة المعتدى عليها، وإلزامه باحترام سيادة الدولة الاخرى انطلاقا من مبدأ اعتراف الدول ببعضها البعض.