رئيس الجمهورية: سيادة بلدنا واستقراره ركن أساسيّ للمنظومة الإقليمية

العراق 2021/08/29
...

  بغداد: الصباح 
أكد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، أن سيادة بلدنا واستقراره ركن أساسيّ لمنظومة إقليمية ترتكز على الأمن المشترك والترابط الاقتصادي، لافتاً خلال استقباله الزعماء المشاركين في "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، إلى أن العراق الذي كان لسنوات عنواناً للتنازع والصراعات، يجتمع فيه اليوم قادة المنطقة وممثلوها للتأكيد على دعم العراق واستقلاله وازدهاره.
 
استقبل رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، أمس السبت في قصر بغداد، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور البلاد للمشاركة في "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، حيث عقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية تناولت العلاقات العراقية - الفرنسية المتينة وسبل تطويرها، فضلاً عن مناقشة التطورات على الساحتين العربية والدولية.
وقال صالح، في مؤتمر صحفي مشترك مع ماكرون: إننا مسرورون باستقبال صديق العراق الرئيس ماكرون، وهي فرصة للتأكيد على تقديرنا لدعم فرنسا للشعب العراقي للتحرر من الاستبداد ومكافحة الإرهاب والتطرف من خلال التحالف الدولي ضد داعش.
وأضاف، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية، أن فرنسا تبقى مساندة للعراق لاستكمال الحرب على الإرهاب وتأمين الاستقرار والسلام في المنطقة، وشريكا اقتصاديا وتجاريا ومساهما في إعمار العراق، وسيتم التأكيد على عقود الشراكة الاقتصادية مع الشركات الفرنسية في مجالات الطاقة والتجارة.
وأشار إلى أن مشاركة الرئيس ماكرون في "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" مهمة، مشدداً على أن العراق المستقلَّ ذا السيادة، الآمن مع شعبه وجيرانه هو ركن أساسي من أركان منظومة إقليمية تقوم على المصالح والأمن المشترك ومكافحة التطرف والإرهاب والتكامل والتعاون بين شعوبنا.
ونوّه صالح إلى أن هناك العديد من التحديات الجسيمة التي تواجه العراق والمنطقة ويجب ان تُجابه بصورة مشتركة بين دول المنطقة والمجتمع الدولي، أبرزها مكافحة الإرهاب وإرساء السلام في المنطقة ومواجهة تداعيات التغيرات المناخية الخطيرة.
من جانبه ثمّن الرئيس ماكرون، خلال المؤتمر الصحفي، دور رئيس الجمهورية في إرساء الاستقرار في العراق، مؤكداً أن فرنسا ستبقى إلى جانب العراق في معركته ضد الإرهاب، ونحن ملتزمون بذلك، الى جانب التعاون في مجال الإعمار وإعادة النازحين عبر مشاريع التعليم والصحة.
وأضاف الرئيس الفرنسي، أن هناك تحديات أخرى تواجه العراق والمنطقة، تتمثل في التغيرات المناخية الحادة، ونشيد بعملكم سيادة الرئيس في هذا الصدد، وعملكم وعمل الحكومة على الاستجابة لمتطلبات الشعب العراقي ونموّه الاقتصادي وتحسين أساليب الحكم الرشيد والتحضير لانتخابات حرّة ونزيهة، وهذا يُعدّ تقدماً حقيقياً.
وأشار الرئيس ماكرون الى أن انعقاد "مؤتمر بغداد" هو نصر للعراق، وهو جهد مشكور ومحلُ فخرٍ للشعب العراقي، وسيضع إطاراً من أجل استقرار العراق وسيادته، ومواصلة الحرب على الإرهاب، والنهوض بمشاريع اقتصادية، وهدفنا اليوم مواصلة الحوار وبناء سلام مستدام والسعي باتجاه تخفيف التوترات عندما يكون ذلك ضرورياً، وبناء أطر التعاون في البنى التحتية ومكافحة التغيرات المناخية.
من جانب آخر  استقبل رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يزور البلاد للمشاركة في "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة".
ورحّب صالح، بزيارة الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى بغداد، معتبراً أن الزيارة مهمة ولها دلالات في دعم العراق، وتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين اللذين تجمعهما وشائج وثيقة، مشيراً إلى أهمية تعزيز العلاقات القائمة نحو مزيدٍ من التعاون في مختلف المجالات وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وذكر بيان لرئاسة الجمهورية، أنه تم خلال اللقاء، بحث الأوضاع في المنطقة، وجرى التأكيد على ضرورة تخفيف حدة التوترات ونزع الأزمات وإرساء الأمن والاستقرار عبر الحوار والتلاقي، في سبيل توفير الأرضية المناسبة لدعم مسار التعاون الاقتصادي والتجاري وآفاق التنمية لجميع بلدان وشعوب المنطقة.
وأعرب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن سعادته بزيارة بغداد، مؤكداً دعم قطر لأمن واستقرار العراق ومصالح شعبه الشقيق، والعمل على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ومشيداً بالجهود التي يبذلها العراق في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما استقبل رئيس الجمهورية نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وعقد الجانبان جلسة مباحثات ثنائية تناولت العلاقة بين البلدين الشقيقين، وأكد صالح أن العلاقات العراقية المصرية في تطور مهم، وتستند إلى علاقات تاريخية مشتركة يتقاسمها البلدان والشعبان الشقيقان، كما جرى بحث تطورات الأوضاع في المنطقة ذات الاهتمام المشترك، إذ تطابقت وجهات النظر بشأن الحاجة إلى الأمن والاستقرار ونزع فتيل الأزمات وتجاوز التوترات التي تعرقل تقدم وازدهار المنطقة التي عانت طويلاً من المشكلات وينبغي التأسيس على الروابط المشتركة والتعاون الاقتصادي الذي يضمن مصلحة شعوب المنطقة. 
وأكّد صالح، أن استقرار العراق وضمان أمنه وسيادته مرتكزٌ للأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن لمصر دوراً محورياً مهماً في المنطقة، ومنوهاً إلى ان"مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الإقليمي وتخفيف التوترات، مشدداً على أن تحديات الإرهاب والتطرف وتقلبات الأوضاع الاقتصادية، وأوضاع الصحة والتغير المناخي وحماية البيئة هي تحديات مشتركة للجميع، وتتم مواجهتها عبر جهود مشتركة.
وقد عبّر الرئيس السيسي عن سعادته بزيارة بغداد مجدداً، مؤكداً وقوف مصر شعباً وحكومة إلى جانب العراق، مشيداً بالجهود العراقية المبذولة في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، ومؤكداً تطلع مصر لتطوير العلاقات بين البلدين، وتعزيز التعاون الثلاثي العراقي المصري الأردني.
واستقبل رئيس الجمهورية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وجرى خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية العميقة التي تجمع البلدين الجارين والشعبين الشقيقين، وتم التطرق، خلال اللقاء، إلى تطورات الأوضاع الإقليمية، والتأكيد على أهمية "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" في تعزيز التعاون وتجاوز الأزمات والانطلاق نحو أمن واستقرار المنطقة باعتباره أولوية للجميع.