إكمال الاستعداد لإقامة مهرجان المربد الشعري في تشرين الثاني المقبل

ثقافة 2021/09/12
...

  البصرة: صفاء ذياب
 
أعلن رئيس اتحاد الأدباء في مدينة البصرة الدكتور سلمان كاصد عن الاستعدادات النهائية لمهرجان المربد بدورته 34 الذي سيقام للمدة من 4 - 7 تشرين الثاني المقبل.
وأوضح كاصد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة الإدارية في الاتحاد، أن سبب تأجيل مهرجان المربد لمدة عامين الظروف التي مرَّ بها البلد، إن كانت صحية متمثلة بجائحة كورونا، أو أمنية متمثلة بالأحداث التي مرّت بها المدينة قبل وبعد الجائحة، مبيناً أن الوضع الآن مستتب، فجائحة كورونا بدأت بالانحسار، لاسيما بعد الإقبال الكبير على أخذ اللقاح، ومن ثمَّ الهدوء والاستقرار الأمني، فضلاً عن انقضاء فصل الصيف الذي يشكّل عائقاً لإقامة أية فعالية في هذه المدينة الساخنة على مدى أكثر من
ستة أشهر.
وأكّد كاصد أن مدينة البصرة لن تتخلى عن هذا المهرجان الذي يشكّل هويتها الشعرية والثقافية، لاسيّما أن المهرجان بدوراته السابقة، فضلاً عن الدورة المقبلة، يعد كرنفالاً ثقافياً لا يشكّل الشعر كيانه فقط، بل الدراسات النقدية، والفعاليات الفنية إن كانت على مستوى التشكيل أو الفوتوغراف أو الغناء أو المسرح. مشيراً إلى أن مدينة البصرة حاضنة للثقافة العربية وليست للثقافة البصرية والعراقية فحسب.
وبيّن الكاصد في المؤتمر الصحفي أن هناك اعتراضات سابقة على إقامة المهرجان، غير أن الهيئة الإدارية لاتحاد أدباء البصرة واتحاد الأدباء المركز العام تمكنا من الوصول إلى أصحاب القرار وإقناعهم بأهمية هذا المهرجان الذي يمثّل رافداً مهماً من روافد الثقافة العراقية، وبعد وعود كثيرة من قبل المسؤولين، وافقوا على دعم المهرجان مادياً ولوجستياً، ودعمهم بالآراء التي أفادت منها اللجنة التحضيرية، واقتراحات أضافت زخماً لمشروعنا الثقافي.
ودعا كاصد أعضاء الهيئة الإدارية في الاتحاد للحديث عن المهرجان من جوانب مختلفة، منهم الشاعر حبيب السامر نائب رئس الاتحاد، والدكتور حسين فالح مسؤول الإدارة والمالية في الاتحاد، والشاعر عبد الأمير العبادي مسؤول العلاقات.
وكشف كاصد أن عدد المدعوين للمهرجان هذا العام إن كانوا من عراقيي الداخل أو عراقيي الخارج، والأدباء العرب والأجانب سيكون بحدود 200 – 250 أديباً، سيقسمون إلى أدباء مشاركين، وأدباء ضيوف، وأوضح كاصد أن عدد الجلسات الشعرية ستكون بمعدل 9 جلسات، بواقع جلستين في اليوم الواحد، وستكون هناك أصبوحة شعرية في أبو الخصيب ببيت الشاعر بدر شاكر السياب، وأصبوحة في مدينة القرنة، بعد أن قطعنا لهم وعداً بأن تكون هذه المدينة المهمة ضمن الفعاليات. 
أما على مستوى الجلسات النقدية، فتكون بواقع 4 جلسات، في كل يوم جلسة واحدة تقام بعد انتهاء الجلسة الشعرية، ستكون محاورها متعددة، متعلقة بالشعر عموماً، مثل الشعر والجائحة، الشعر والاتصالات، ومن ضمن الجلسات ستخصص جلسة واحدة عن الشاعر الراحل إبراهيم الخياط الذي سمّيت هذه الدورة
باسمه. 
وسيشترك في هذه الجلسات من كبار النقاد العراقيين وسيديرها أدباء من مدينة البصرة حصراً.
ولفت كاصد إلى أن الجلسات الشعرية لن تكون مترهلة مثل الدورات السابقة، وسيحدد 10 شعراء فقط لكل جلسة، وهذا ما قرّرته لجنة شكلت من أدباء من المركز العام وأدباء من مدينة البصرة، وهذه اللجنة جميعها من خارج الهيئة الإدارية في اتحاد أدباء البصرة، لتكون بذلك حيادية وبعيدة عن العلاقات الخاصة، فضلا عن ذلك ستكون الجلسات الشعرية متوازنة بشمولها الأنواع الشعرية الثلاثة، الشعر الكلاسيكي، وقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر.
 
المربد واحة الشعر
من جانبه، تحدث نائب رئيس اتحاد الأدباء في البصرة الشاعر حبيب السامر، أن شعار هذه الدورة من المهرجان ثابتة من السنوات الماضية، وهو (المربد واحة الشعر)، وأوضح السامر أنهم كلجنة ثقافية تؤاخذ في أغلب المهرجانات على الدعوات وعلى الأسماء المشاركة، والترهل في القراءات، مؤكداً أنهم لم يكونوا مسؤولين هذا في الدورات السابقة، والآن ابتعدت اللجنة الثقافية تماماً، وتبنت لجان جديدة هذا الموضوع بمهنية عالية، فضلاً عن وجود لجان متخصصة، منها ثقافية، ومنها إعلامية، ومنها تشريفات. كما أن وقت المهرجان هذا العام مناسب جداً، بعد انقضاء مرحلة الصيف الساخن، فضلاً عن انحسار جائحة كورونا.
وأكّد السامر أن حفل الافتتاح سيكون في فضاء مفتوح، وهو ما تم الاتفاق حوله مع محافظة البصرة.
وتحدث الشاعر عبد الأمير العبادي موضحاً أن النقد سيكون حاضراً في أي مهرجان حتى وإن كان جيداً، على الرغم من أنه لا يوجد مهرجان متكامل، لكننا من خلال الهيئة العامة يجب أن نرفد بملاحظات ومقترحات لنتخطى السلبيات السابقة.
وألقى العبادي اللوم على وزارة الثقافة لأنها لم تضع مهرجان المربد ضمن خطتها السنوية، ففي كل عام تبدأ المناشدات لإقامة هذا المهرجان، وكأنه يقام للمرة الأولى، لذا ندعو وزارة الثقافة، ونطالب المثقفين العراقيين بالمناشدة بهذا الأمر، لأن يكون المهرجان ثابتاً في موعده أولاً، وتكون له ميزانية مخصصة مسبقاً من دون المطالبات المتكررة 
مع كل دورة.
وأشار الدكتور الشاعر حسين فالح، إلى وجود عدد كبير من العقبات التي واجهت الهيئة الادارية لإقامة مهرجان هذا العام، فتم إعداد ملف كامل بتكاليف المهرجان والفنادق المقترحة ووجبات الطعام، وملف بالأسماء التي ستدعى. ومن ثم ركز وزير الثقافة على جلسة الافتتاح، فقدمنا له منهاجاً كاملاً ووافق عليه، ومن ثم اقترح دعوة بعض الأسماء لدعوتها.
وكشف فالح أن المهرجان سيختلف هذا العام عن الدورات السابقة، فقد تم تشكيل لجان لتسلم النصوص التي ستشارك في المهرجان، وكذلك البحوث والدراسات ستقوم لجنة بجمعها، على أن ترسل النصوص قبل بداية الشهر المقبل، ومن ثم ستجمع هذه النصوص والدراسات بكتابين، واحد للشعر وآخر للدراسات، ستطبعان في دار الشؤون الثقافية في بغداد، ويوزع هذان الكتابان خلال المهرجان.
وبالعودة إلى رئيس اتحاد الأدباء في البصرة، كشف الدكتور سلمان كاصد، أن هناك معاناة في الدعوات، لاسيما من الأسماء العربية المعروفة، أو الأجنبية، فهناك أسماء طالبت بتفاصيل كثيرة لقبول الدعوة لا يستطيع المهرجان الإيفاء بها ضمن الموازنة المحدودة للمهرجان، فضلاً عن أسماء عربية اعتذرت، على الرغم من الاتصالات الكثيرة معها، غير أن هناك أسماء من مصر ولبنان والجزائر والمغرب وسوريا والأردن كمشاركين عرب سيكونون حاضرين في المهرجان، وأسماء أجنبية معروفة سيعلن عنها لاحقاً من بريطانيا وهولندا وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول.
يشار إلى الدورة الأولى لمهرجان المربد أقيمت في مدينة البصرة في نيسان من العام 1971، واستمر حتى اليوم على الرغم من انتقاله إلى بغداد بسبب ظروف الحرب العراقية الإيرانية ووقوع مدينة البصرة تحت القصف، غير أنه عاد للبصرة بعد العام 2003 ليستمر لولا انقطاعه العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا.