الانتخابات المقبلة .. واجب وطني نحو مستقبل مُثمر

ريبورتاج 2021/09/13
...

 مصطفى منير 
 
تتمتع الديمقراطية ومفاهيمها الحديثة بفكرتي الرفض والقبول، لا سيما في مجال وأجواء الانتخابات في اي بلد، وفي العراق تعددت واختلفت الآراء بين الكثير من الشرائح السياسية والاجتماعية، فسائق سيارة الأجرة محسن جاسم (32 عاماً) الذي تحدث عن تردده قبل أشهر في الذهاب إلى صناديق الاقتراع يقول الآن: {في الأيام الأخيرة تغيرت وجهة نظري، فلقد قررت أن أذهب انا واسرتي نحو صناديق الاقتراع لاختيار من يمثل صوتنا داخل قبة البرلمان}. 
بينما اختلفت وجهات النظر بين المهندس الزراعي إبراهيم جعفر وزوجته نسرين طه، حول المشاركة في الانتخابات، اذ قال إبراهيم: {لم يتغير شيء سواء ذهبت إلى صناديق الاقتراع او لم اذهب فالوجوه ستبقى نفسها}، وأما زوجته فأجابته بالقول: {هذا رأي خاطئ فالتغيير لن يحدث وانت جالس في البيت، فذهابنا إلى صناديق الاقتراع واختيار المرشح المناسب الذي يمثلنا هو خطوة بالاتجاه الصحيح نحو مستقبل مُثمر وحياة كريمة}. 
المرحلة المقبلة
الدكتور عباس الجبوري مدير مركز الرفد للإعلام والدراسات الستراتيجية، تحدث لـ {الصباح} قائلا: {ان الجهات الحكومية والقوات الأمنية سعت بكل جهودها لتوفير آلية وبيئة مناسبة للإدلاء بأصوات الناخبين، كما أكدت بأنها ستقوم بحماية صناديق الاقتراع ونقلها إلى أماكنها المخصصة، فضلاً عن إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بأنها ستقوم بعملية العد والفرز بعد أربع وعشرين ساعة من انتهاء عملية الاقتراع}. 
وأضاف الجبوري: {هنالك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المواطن، اذ عليه أن يذهب ويدلي بصوته، وأن تسود ثقافة المشاركة لدى كل من يمتلك بطاقة الناخب لاختيار من يراه مناسباً لخدمة العراق خلال المرحلة المقبلة}.
وأشار إلى دور المراقبة الدولية من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات المجتمع المدني للتأكيد على إجراء الانتخابات بصورة صحيحة، وكلها جهود ستتضافر من اجل نجاح العرس الانتخابي''. 
 
شرعية الانتخابات
}ومن المفترض أن تكون الانتخابات المقبلة تختلف عن انتخابات عام 2018، لأنها بإشراف أممي ودولي}، هذا ما قاله الخبير القانوني طارق حرب، مستدركاً بحديثه {أي تأثير سلبي يخرج عن الحيادية سيقوم مجلس الأمن الدولي بعدم منح شرعية للانتخابات}. 
 وأردف حرب قائلاً: {يجب أن تكون هنالك أساليب وخطط ستراتيجية تدفع الناخبين إلى المشاركة في الانتخابات}. 
 
برامج واقعية
و اكد أحمد الوندي عضو نيابي في احد الأحزاب السياسية {يجب علينا وضع التجارب السابقة بنظر الاعتبار، والجميع رأى كيف اختلت الموازين جراء العزوف عن الانتخابات في الحكومات السابقة وزاد بأن: {الكتل السياسية يجب عليها إعادة الثقة بين الناخب والمرشح، والتي تتم من خلال طرح برامج انتخابية واقعية متناسبة مع حياة المواطن}. 
 
لجان المراقبة
بينما يبين الخبير الأمني عدنان الكناني {لا بد من تأسيس لجنة مرتبطة بمكتب القائد العام للقوات المسلحة، مهمتها مراقبة الحملات الانتخابية، ويكمل حديثه بالقول: {يجب أن يكون دور المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، متابعة اللجان للكشف عن فساد المرشحين ومحاولتهم شراء الأصوات، فضلاً عن التزوير، وترفع تقارير ووثائق وتحقيقات للحكومة العراقية لمحاسبة الفاسدين}. 
 
مسؤولية كبيرة
وتقع على عاتق المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مسؤولية كبيرة، وهي إعطاء رسالة واضحة للناخب بعدم وجود عمليات تزوير، كما يوضح المحلل السياسي قاسم بلشان التميمي، لافتاً إلى أن {المفوضية وضعت كل أدواتها وخبرتها من أجل نزاهة الانتخابات لكسب الناخب من خلال فرض العقوبات الصارمة على كل من يتجاوز على دوائر الدولة لاستخدامها في الحملات الانتخابية، وكلها أمور ستساعد في تعزيز ثقة المواطن بالعملية الانتخابية، وبالتالي الحصول على مشاركة واسعة في الانتخابات المقبلة}. 
 
أساليب جديدة
ويذهب حيدر عرب الموسوي رئيس مركز القمة للدراسات الستراتيجية، الى القول بأن: {قانون الانتخابات الجديد الذي ينص على أن الدوائر الانتخابية تنقسم على أساس دائرة انتخابية واحدة لكل قضاء في المحافظة، دفع القوى السياسية لاستخدام أساليب جديدة لاقناع المواطن بالمشاركة في الانتخابات،على اعتبار أن الدائرة الانتخابية هي حلقة وصل بين المرشح والناخب، وبالتالي سوف يجتهد المرشح للتأثير في الناخبين، نظراً لضيق الدائرة الانتخابية، بالمقارنة مع الدورات الانتخابية السابقة}. 
 
صناديق الاقتراع
هنالك فجوة كبيرة بين المواطن والعملية السياسية والنظام الحالي، ولكن على المواطن أن يميز ويكون مسؤولا عن اختيار من يمثله في المرحلة المقبلة، وبالنهاية لا توجد وسيلة أخرى لإصلاح الوضع السياسي سوى صناديق الاقتراع، هذا ما تحدث عنه الباحث في الشأن السياسي والاقتصادي، حمزة الحردان مختتماً حديثه بالقول: {ان العزوف عن الانتخابات لن ينتج عنه سوى صعود من لا يمثلون الشعب، والنتيجة استمرار الوضع على ما هو عليه، وتجربة الانتخابات السابقة خير برهان على ذلك}.