جلبوع والتمرد على الطوق الاسرائيلي

آراء 2021/09/13
...

   سرور العلي  
في يوم تاريخي لدى الفلسطينيين وفي سجن {جلبوع}، القريب من منطقة بيسان شمال البلاد، تمكنت مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين الهروب من خلال نفق نجحت في حفره داخل أعماق السجن، وجلبوع من السجون المحصنة بجدار يبلغ ارتفاعه تسعة امتار.
 
وتم إنشاؤه قبل سبعة عشر عاماً، بخبرة إيرلندية وهو امتداد لسجن {شطة}، الذي يعود إلى الحكم العثماني في قلعة خان التي بنوها، وتحتوي نوافذه على قضبان مصنوعة من الاسمنت والحديد، واستشهد فيه الكثير من الأسرى، بسبب التعذيب والاعتداء عليهم والإهمال الطبي.
وشكل هذا الهروب فضيحة كبرى في إسرائيل، وضعف الإيمان بقوتها، بينما احتفلت العديد من الفصائل المسلحة في فلسطين بخبر الأسرى الهاربين، وحثوا الآخرين على انتزاع حريتهم، ولأن محاولات الهروب المتكررة للأسرى غالباً ما تكون فاشلة، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة في السجن اطلق عليه الفلسطينيون بـ{غوانتنامو إسرائيل}، أو {الخزنة الحديدية}، ويضم مناضلين خطرين أمنياً، ومتهمين بتنفيذ عمليات على قوات الاحتلال.
وقاد عملية الهروب الناجح القائد العسكري زكريا الزبيدي، ذلك المناضل الذي لا يتزعزع صموده أبداً عن الوقوف بوجه الاحتلال، على الرغم من استشهاد والدته وشقيقه، واعتقال بقية أخوته، وهدم منزلهم عدة مرات، ولكن تلك الأسرة البسيطة كانت بمثابة الجيش، والسور المحصن ضد العدو.
والزبيدي هو عضو سابق في المجلس الثوري لحركة فتح، ويعد من أقوى الشخصيات في مدينة جنين، وشارك في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وفي عمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، واتهم بتنفيذه العديد من التفجيرات، ومنها عملية تفجير تل أبيب، وقتلت خلالها مستوطنة إسرائيلية، وإصابة آخرين عام 2004، ونجا عدة مرات من محاولات اغتيال، واعتقل في سنة 2019 بعد مقاومة شرسة، ومشاركات عدة في الانتفاضات الفلسطينية، وحكم عليه بالسجن المؤبد، ولم يكمل مناقشة أطروحته في الماجستير، 
التي وثق بها تاريخ المطاردات على مدى خمسين عاماً في فلسطين، ومهد الطريق بها إلى بقية المقاومين، لمواجهة المحتل والهروب منه، وسيبقى الزبيدي مسبباً الرعب لقوات الاحتلال، الذي وصفه بعض الضباط الإسرائيلين بأنه قط شوارع، ويفلت في كل مرة من 
إيديهم.