أنت كل السلطات.. فمحّص جيداً

آراء 2021/09/13
...

   إياد السعيد 
 
  بعد تجربة العراق الطويلة والمريرة ومعاناة شعبه تحت ظل حكم ديمقراطي متعثر، بمطبات خلقتها ظروفه الجيوسياسية والمجتمعية كان لابد للمواطن أن يعي كل ذلك، بعد أن خبرها بنفسه ليعدل من أسلوب اتخابه المعتمد أصلا على قوانين وضوابط الانتخاب، وبغض النظر عن كل تلك القوانين والضوابط، فثمة مفصل مهم جدا وذو تأثير مباشر على الحياة التي ينشدها المواطن، من خلال ممارسته الانتخاب وهي اختيار من يمثله في البرلمان أو المجالس المحلية. 
قد يظن أحدنا أن عملية الاختيار بالنسبه للناخب سهلة أو سريعة تتلخص في معرفة المرشح وإنتخابه لأسباب موجبة إجتماعيا ودينيا، ولكن الحقيقة هي أنه واجب وطني وإنساني شامل يلخص حياة كاملة أنت تصنعها بنفسك لشعبك، فأنت المُلام أولا وأخيرا لأنك مصدر السلطات جميعها حسب ما أقره الدستور، الذي مهما تغير أو حذف منه أو أضيف إليه فإنك تبقى مصدر السلطات وقد كتب نصوصه من منحتَه ثقتك. ومن هنا لا بد أن تكون أنت بمستوى المسؤولية الوطنية والإنسانية وعليك أن تتسلح بثقافة الانتخاب وأبجدياتها حسب صلاحياتك، التي خولك إياها الدستور وبذرة لبناء دولة وخدمة شعبها فلا تستهن بقدرتك أيها الناخب، كل العملية تبدأ منك أصلا وأمامك مجموعة من الأسئلة التي يمكن أن تحدد لك مساراتك قبل إنتخاب من تختاره لكن السؤال الأهم الذي عليك أن تطرحه قبل كل هذا هو: لماذا أنتخب؟ فيجيبك ضميرك:
أنتخبُ شخصية تمثلني لتحقق لي أحلامي وطموحاتي في وطن مستقل ذي سيادة منتعش اقتصاديا، يخفف عنّي عبء المعيشة وينقلني الى مستوى اقتصادي أرقى لأن بلدي غني بثرواته الطبيعية ومساحته كبيرة وموقعه ستراتيجي، ما فرض عليه ثوابت يجب أن تستثمر بعقلانية وسياسة ذكية لكي نؤمن حدودنا ونبني علاقات سلام جيدة بكل محيطنا، مع الحفاظ على الثوابت الوطنية وسيادة البلد وهيبة الدولة، لفرض احترامنا بين شعوب العالم، لذلك فالاختيار يجب أن يكون دقيقا جدا و هادئا واستقصائيا عن الشخص، الذي توجهت نحو اختياره ممثلا لي وسأكون الآن قاضيا أحكم بالحق حتى لو مس ذلك مصلحتي الخاصة!.