من الحكومة الالكترونية الى الذكية

آراء 2021/09/15
...

 احلام محمد عبود 
منذ بدايات الالفية الثالثة شهد العالم بأسره ثورة معلوماتية هائلة وغير مسبوقة في عالم الاتصالات والتبادل المعرفي تتمتع بمرونة عالية متجازوا الاساليب التقليدية في المراسلات والتواصل، وقد اختزلت الثورة العلمية بكفاءة عالية الزمان والمكان واصبح العالم على سعته قرية صغيرة. 
وبهذا نقلت المؤسسات الاكترونية معظم خدماتها الاساسية على الشبكة العنكبوتية (الانتريت)، واصبح بامكان الاشخاص القيام باجراءات الخدمات المهمة من خدمة التطبيقات والبرامج التي تصب في مصلحته مثل اجراء معاملات البيع والشراء وتجارة العقارات او تجديد اجازات السوق وغيرها عبر مواقع الحكومة على مواقع شبكة (الانترنت) بطريقة سرية وآمنة وسريعة، ثم تصاعد اداء التكنولوجيا الذكية في العشر سنوات الاخيرة ما جعل ذوي الاختصاص والخبراء بالتفكير في تطوير الخدمات الالكترونية، وقد اثبت الاحصائيات والدراسات ان في عالم اليوم نحو (6 مليارات) مستخدم لاجهزة الذكية مثل الهاتف المحمول والاجهزة الذكية التي يحملها المواطنين في كل مكان و اصبح بامكانهم ومن خلال هذه الاجهزة الذكية متابعة اجراء معاملاته الحكومية وبات من الضروري تحويل حكوماتها الالكترونية الى حكومات ذكية وكذلك مؤسسات العمل التي ترغب بذلك لتأمين وتوفير برامج وتطبيقات ذكية تتفق وحالات التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات لكي تستثمر كل هذه الاجهزة الذكية المحمولة.
وجود هذه الاجهزة الذكية وحدها لا يكفي يجب أن تكون هناك دراسات وتطبيقات بما يتلاءم مع التطور الحاصل في عالم تكنولوجيا المعلومات، لكي يتمكن المواطن من اجراء معاملاته الحكومية بواسطة التطبيقات الذكية التي تسهل المواطن بمتابعة اجراء معاملاته، من خلال الحكومية الذكية ولاجل تحقيق ذاك من الأوليات ربط المدينة بصورة كاملة مع الشبكة العنكبوتية، ما يميز الحكومة الذكية عن الحكومة الالكترونية ان الاولى توفر التفاعل الحيوي بين المواطن المستفيد وجهة مقدمة الخدمة، من خلال توفيرها البرامج والتطبيقات المعلوماتية والعلمية على الهواتف النقالة والاجهزة الذكية لكي يتسنى للمواطنين الاستفادة من الخدمات الالكترونية من الاجهزة المحمولة لانها في متناول المواطن في كل مكان. ان هذا التحول من حكومة الالكترونية الى حكومة ذكية يكون مقترنا وبالعمل على عدة جهات ادارية وتشريعية وتقنية في آن واحد وضع سياسات ذكية تستثمر هذا التطور الحاصل، من حيث وضع النماذج الاقتصادية وتحليل البيانات والمعلومات الضخمة، ما يؤدي الى رفع الكفاءة العمل بين في القطاعات الحكومية بينها وبين المواطن. إن من اهداف الحكومة الذكية هو بناء شراكة قوية بين القطاعين العام والخاص وتبادل البيانات والمعلومات في ما بينها،ما يؤدي الى تخفيض التكاليف المادية واختصار الوقت والجهد بين اجهزة الحكومة 
المختلفة.
إن أهم الدرسات التي استخدمت عند تطبيق الحكومة الذكية هو رفع درجة الامن المعلوماتي الخاصة بالبرامج والتطبيقات الامنية الخاصة ،بالاجهزة المحمولة الذكية لحماية المعلومات والبيانات من التهكير والقرصنة والهجمات الالكترونية، لكي يكون هناك تبادل ثقة بين الموطن والمستفيد في التعاملات الالكترونية، لكي يشعر المواطن او المستفيد بالأمن عند تعاملاتهم الالكترونية عبر قنوات آمنة ومضمونة، ويجب على الحكومات الذكية وضع سياسات وبحوث ونماذج اقتصادية وتحليل البيانات الضخمة وضع الستراجيات الذكية، التي تتميز بسرعة الاستجابة ومرونتها وتكيفها مع الموارد البشرية الذكية والتكنولوجيا الذكية والتمويل الذكي، وإن من آثار الستراتيجيات الذكية توفير الكثير من المزايا التي تفيد الطرفين العام والقطاع الخاص، من حيث دعم الاقتصاد والتنمية والقدرة التنافسية في مجال العمل كافة، لتقليل الاخطاء الادراية والحد من الفساد، كما يترتب على ذلك الحد من الفساد، كذلك على الحكومة مهام، منها اعداد الخطط والمعايير وسياسات ترقية الخدمات الى خدمات ذكية، ما يشجع على انتشار الحكومات الذكية هو توفير البرامج والتطبيقات الذكية والاجهزة الذكية والهواتف الجوالة بين افراد المجتمع، وكذلك توفر شبكات الانترنت بصورة دائمة.