مواسم انتخابية

آراء 2021/09/17
...

 نجاح العلي
مع انطلاق الحملات الانتخابية في العراق وبالتزامن مع كل موسم انتخابي يشتد سعير التسقيط السياسي بين زعماء كتل سياسية مهمة، وتظهر للعلن وثائق وملفات وصور ومقاطع فيديو عن حالات فساد مالي او اخلاقي، بعض هذه الحالات مزورة ومفبركة تم تركيبها بدوافع سياسية لتسقيط الخصوم او دفع بعض المرشحين للانسحاب، كما حصل في انتخابات 2018 الذي دفع بعض المرشحات الى الانسحاب بسبب تسريبات لبعض مقاطع الفيديو المفبركة التي تخدش الحياء
 
من حق المرشح ان يتفاخر بانجازاته سواء على صعيد تشريع القوانين ومحاسبة المسؤولين التنفيذيين وإقالتهم، اذا كان عضوا في مجلس النواب او عرض مسيرته المهنية والشخصية وبرنامجه الانتخابي، اذا كان يدخل التنافس الانتخابي لأول مرة، بعيدا عن التسقيط السياسي وتسخير الجيوش الالكترونية لمهاجمة الخصوم السياسيين، وبالامكان اللجوء الى المناظرات المهنية عبر وسائل الاعلام للمناقشة وبيان الحقائق وتبادل الاراء والنقد الموضوعي، تاركين المجال مفتوحا للمواطنين للحكم واتخاذ القرار المناسب لمن يعطون صوتهم، واغلب وسائل الاعلام وبخاصة تلك الممولة من المام العام أبوابها مشرعة للمرشحين لتقديم انفسهم امام الجمهور، بصورة تليق بالارث الحضاري العميق لبلدنا وما يتصف به من صدق وشهامة واخلاق حتى مع الخصوم السياسيين، الذي اختاروا الاحتكام الى صناديق الاقتراع كوسيلة وحيدة للتنافس وتبادل السلطة.
وكما هو الحال في الانتخابات السابقة  كلما اقترب موعد الانتخابات، سترتفع وتيرة التسقيط السياسي باستخدام مكثف لوسائل الاعلام وبخاصة الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، متناسين ان الدعاية الانتخابية لا تعني باي حال من الاحوال تسقيط الخصوم السياسيين باتهامهم بالطائفية والمذهبية والعمالة والفساد والتزوير واستغلال المال العام لمصالح شخصية، من دون حجج وبراهين وأدلة التي بامكانهم إن وجدت تقديمها الى هيئة النزاهة او الادعاء العام او المحاكم، ليأخذ القانون مجراه الطبيعي في محاسبة المقصرين، بعيدا عن اللغط الاعلامي، الذي تشتد وتيرته مع المواسم الانتخابية.
المواسم الانتخابية ايام معدودة تسبق موعد الاقتراع باسابيع لا بد أن يستثمرها المرشح بشكلها الصحيح عبر حملات دعاية ايجابية والتعريف بالبرنامج الانتخابي المبني على طرح وعود واقعية، يسعى لتحقيقها خدمة للمواطن العراقي الحذق الذي بات يميز جيدا بيسر وسهولة بين الغث والسمين لما يسمع ويقرأ ويشاهد.