أوتار جديدة

آراء 2021/09/20
...

  زهير الجبوري  
يثيرنا في المرحلة الراهنة ما يقدمه المرشحون ضمن مرحلة ترويجهم الانتخابي في طرح اشياء، ربما تضعنا في خانة الشك أو عدم قبولها بشكل تام، ولعل الهدف في ذلك كله هو الوصول الى الغاية المنشودة والفوز في العرس الانتخابي، في حين نلمس ما يدور في الشارع العراقي من كلام متداول هو في صميم الوعي والنضج والادراك الذي نتج عن مراحل شهدت صدامات واضطرابات حقيقية، هي الوازع الاساس في نضج الفرد العراقي.
بعد هذه المراحل التي اعطت الدروس في كيفية الاختيار، لكن ما يحصل الآن من السيدات والسادة، أنهم لم يقدموا برنامجهم الانتخابي بالشكل الذي يصل الى قناعة الفرد الناخب، فالمسألة لا ترتبط بوعود بقدر ما ترتبط بمصير، او ترتبط بمستقبل لا يزال مبهما لدى الجميع، لذا كان من الأجدر أن توضع الّلبنة الاساسية في حلّ مشكلاتنا في الخدمات او في البنى التحتية، بدلا من (الاوتار الجديدة) التي نسمعها في الحملات الانتخابية، ولا بد من ابراز الهوية الوطنية، حيث صراع الافكار وما نتج عنه من (ديالكتيك) عنيف، سيُظهر لنا حياة على غير مقاسنا، وهذا ما نلمسه ونشاهده في وسائل الاتصال (الميديا)، من خلال التناحر وتراشق ناري في الكلمات غير اللائقة، في الوقت الذي تعكس هذه الحالات المرفوضة حدّيتها وولاءها لجهة معينة لا للصالح العام، ولعل هذه السابقة الخطيرة بدأت تأخذ مساحاتها الواسعة في البلد، فمن هو الوطني الذي يمكن الاقتناع به حين يتقابل طرفا نقيض فكري وكل منهما يقول أنا مشروعي بناء العراق.؟. العراق لا يبنى بالتصريحات، العراق يبنى من خلال تفعيل المؤسسة والعمل على نظامها وبرنامجها المعد من دون البوح باسراره.
كما تظهر تراكمات قديمة تقدمها وسائل الاعلام (الفضائيات)، ووسائل الاتصال الاجتماعي، منها (أموال العراق المنهوبة) و(تركات النظام السابق في بعض بلدان العالم)، وفي كل الأحوال لا بد من وضع خطة ستراتيجية لاسترجاعها، هذا ما أوضحه رئيس الوزراء الحالي السيد الكاظمي، فبدلا من سماع أوتار جديدة تخدم شخوصا معينة في مرحلة حساسة جدا، شهدت انتفاضات تاريخية لجعل العراق ناصح الهوية، علينا لملمة جراحاتنا السابقة، ووضع خطط مناسبة لردم الهوة بين الشعب والسلطة، وهي ليست صعبة اذا ما وضع برنامج لا يتدخل في تفاصيله أحد غير مختص.