رضا المحمداوي
بفضل التطوّر التكنولوجي الحاصل في اجهزة الأدوات الفنية الداخلة في الإنتاج التلفزيوني، لم تعد هناك عقبات او موانع تحوْلُ دونَ الاستفادة من معطيات الفن السينمائي وتوظيف امكانياته الفنية وتكييفها وإدخالها في عمليات الإنتاج التلفزيوني بمفاصلهِ ومراحلهِ الإنتاجية كافة.
ونتيجة لهذا التطوّر الهائل، فقد اقترب هذا النوع من الإنتاج الفني وخاصةً في أعمال الدراما التلفزيونية، من عالم الفن السينمائي وباتتْ الأعمال الدرامية المنتجة حديثاً تقدم بصيغ وأساليب وأشكال سينمائية لا تغفلها عين المتلقي، الأمر الذي قرَّبَ أعمال الدراما التلفزيونية من مستوى الأفلام السينمائية.
ولم يعد الأمر مقتصراً على الأعمال الدرامية الاجتماعية والكوميدية بطابعها الواقعي، بل شمل الأعمال الخاصة بالخيال العلمي والفانتازيا والأساطير والتاريخية وموضوعات الرعب و(الأكشن) والبوليسية والعصابات والجريمة، وذلك من خلال سلسلة طويلة أو مسلسلات تلفزيونية بأجزاء ومواسم متعددة وبإطار واشكال واساليب سينمائية، وبذلك تمَّ كسر حواجز الجليد التي كانت تفصل بين حدود(السينما والتلفزيون) من حيث الإنتاج.
واثبتت التجارب مدى استفادة الفن السينمائي من كاميرات التصوير التلفزيونية الرقمية (ديجتال)، ومن ثم المونتاج، وأخيراً في الحصول على نسخة العرض الأخيرة من الفيلم السينمائي المحفوظ في (هارد) الكتروني- ديجتال، وبذلك تكون هذه الأجهزة قد فاقتْ بتطورها العديد من المفاصل والجوانب السينمائية التي كانت تثقل كاهل الفن السابع نفسه من حيث التكاليف المادية الكبيرة.
واستطاعت منظومة البنى التحتية الالكترونية التلفزيونية بعد دخولها عالم الإنتاج السينمائي، ان تحقق للسينما هدفاً مركزياً مهمّاً، يتمثّل في التقليل من النفقات والتكاليف الإنتاجية التي كان يتطلبها الإنتاج السينمائي لتحقيق الصورة الفنية بجماليتها المبهرة، في حين وَظّفَ الإنتاج الدرامي التلفزيوني هذه التقنيات الحديثة في إنتاج أعمال درامية تنهل من معطيات الفن السينمائي وتحاول إرضاء ذائقة جمهور السينما وسحب البساط من تحت اقدامهِ، وتغريه بمغادرة صالات السينما والعودة الى البيت ليجلس قبالة شاشات التلفزيون والموبايل والكومبيوتر، حيث المنصات الالكترونية ليشاهد ما يرضيه ويلبِّي حاجته المستمرة والمتزايدة في مشاهدة الأعمال الدرامية.