كركوكي يرسم بالبكتيريا على الأطباق الزراعيَّة

الصفحة الاخيرة 2021/09/23
...

 الصباح: عواطف مدلول 
الرسم بالبكتيريا على الاطباق الزراعية فكرة جديدة استطاع أن يتقنها ويبدع بها مصطفى خالد (25 سنة) بعد تعيينه بأحد المستشفيات في كركوك ضمن المختبر البكتريولوجي، اذ يستثمر الاطباق التي تزرع عليها العينات ولا يظهر فيها نمو بكتيريا، بالرسم و التجارب العلمية بدلا من أن تتلف. 
يقول مصطفى: الموضوع لا يخلو من المخاطر والتعب ولكني استطعت تجاوزها بمرور الوقت، خصوصا ان البكتيريا كائنات مجهرية صعب ترويضها بخطوط فنية حتى تأخذ الشكل الذي يحدده الرسام، كونها سريعة الانتشار والتعامل معها يجب أن يكون بتركيز ودقة وحذر. 
مؤكدا أن الهدف العلمي لهذه الاعمال هو توعوي لفهم البكتيريا وطريقة نمو مستعمراتها، وبالتالي هذا الفهم سوف يؤدي الى نتائج ايجابية اكثر دقة، ويكون التشكيل، واما الهدف الفني هو أن نرتقي بالفن لمرحلة اوسع من أن ينحسر بخامة جامدة وميتة، وأن نصل لأبعد مستوى فيه وهو الرسم بكائنات مجهرية حية وتكوين اعمال دقيقة من خلالها توصل رسالة هادفة
للعالم.
موضحاً أن من الصعب جدا الان حفظ الرسومات
على طبق البكتيريا بعد أن تنمو عليه المستعمرات لخطورة انتشار البكتيريا، والموارد المتوفرة حاليا 
فقيرة لا تسمح بصنع نظام معزول نحفظ به 
اللوحات لذلك نقوم باتلاف الاعمال الفنية بعد الانتهاء من رسمها وتوثيقها بالصور.
ويسعى مصطفى مستقبلا لتنفيذ مشروع الطباعة الفوتوغرافية البكتيرية وهو الاول من نوعه، اذ بواسطته يمكن طبع الصور من خلال بكتيريا حية وبدقة عالية وبدقة الصور الفوتوغرافية نفسها، لكن تنقصه التجهيزات 
اللازمة.
مشيراً الى أن كل مرحلة نجاح سجلت له بهذا الفن كان لا يمكن أن تتحقق لولا الدعم الكبير الذي قدمه له مسؤوله في المختبر الذي يعمل به، اذ وصفه بانه ذو ذائقة فنية نادرة واعجب بموهبته وطموحه كثيرا وعمل على توفير البيئة التي كان يحتاجها حتى يصل لهذا المستوى الفني.
 الجدير بالذكر أن مصطفى اكتشفت موهبته في الرسم وهو بعمر الخمس سنوات من قبل والده الذي عمل جاهدا على تنميتها بجميع السبل، حتى اصبح الان يدير مرسما يدرس به الرسم ويخّرج عددا من الرسامين المبدعين، الى جانب اختصاصه كتقني طبي في التحليلات المرضية.