سجّل اسمك في لوحة التميز

آراء 2021/09/25
...

 ابراهيم سبتي
في أغلب ادارات المدارس والدوائر والمؤسسات، نجد لوحات كبيرة مكتوبة بخط جميل وبألوان جذابة مثبتا عليها اسماء مديري هذه الاماكن منذ اجيال واجيال. وامام كل واحد سنة تسلمه المنصب وسنة مغادرته، حتى صار تاريخا يذكر لكل من يريد الاستذكار ويتمتع بالتجارب التي مرت وأينعت عن منجزات وتجارب ظلت بمثابة شواهد واثر. ان اولئك الذين ذكروا في لوحات المديرين، هم اناس آلوا على انفسهم ان يثبتوا وجودهم من خلال عملهم وما قدموه من جهود وخبرات ومهارات تناقلتها الاجيال ليكونوا درسا بالغ التأثير والتأثر للآخرين، وبالتالي النجاح المؤمل من الذين يتوالون على هذه الدوائر. 
ان كل شخص مسؤول،عليه ان يبدأ بمنجزه وعمله وجهده ومعرفته، ليعكس هذا العمل وتجربته فيه على الاخرين من معيته، وصولا الى النجاح الاكيد الدافع لعجلة التقدم الذي تنشده كل الاطراف التوّاقة للتطور ورسم المستقبل الواعد.
إن الوعي بضرورة الانجاز المتميز، يبدأ من اصغر موظف حتى الدرجات العليا، لان التضافر والتنافس والابتكار والمهارة، يؤدي الى تحقيق قفزات وطفرات هائلة في كل المجالات، التي تحتضن هؤلاء ومنها ستتفرع الخبرات المكتسبة بالتأكيد لتعمل في المشهد المخصص لها.
انها سباق في زمن النهوض الواصل حد التميز المؤدي الى اختزال 
الزمن.
الامر الذي سيحقق رسم سياسات واجراءات اخرى مكملة لأجل تقليص الفجوات والوصول الى قمة المنجز والتعافي في كل القطاعات التي تتحرك وفق اسلوب الابتكار والابداع والخبرة. 
إن هيمنة العقل الراجح المناصر للنمو والحركة والاستماع لرأي الاخر والتأثر بتجارب الاخرين، كفيل بالنجاح المؤكد وبالتالي النجاح المؤدي الى المستويات الايجابية من الاعمال المناطة للمسؤول المثابر والماهر الراكض نحو تحقيق ما لم يحققه من تولى المنصب قبله ربما.
وبذلك سيسجل اسمه في لوحة الناجحين قبل غيره.
إن البلاد التي تضع حاضرها ومستقبلها بأيدي كل مخلص وناجح ومبتكر، سيكون لها شأن كبير في ساحة التنافس والسباق المحموم في زمن لا يجوز فيه الركون والفشل والتعطيل لكل المواهب والطاقات المواجهة، لسعير الاصوات النشاز التي تتعالى لإحباط كل جولة نجاح والمراهنة على الفشل الدائم، وهو ما يتركه ويهمله وينبذه كل بناة البلاد وعدم الركون الى العجز والاخفاق والنوم في الامنيات التي لا تتحقق.
المثابر الناجح، يصنع المعجزات والخبرات في وقت عجز غيره عن فعل ذلك، ما يؤدي بالتالي الى تحريك مفاصل المجتمع تحريكا فاعلا، قوامه الانسان المبتكر والموهوب والعامل بإخلاص وحب للوصول الى مرحلة اخرى من البناء المتدرج الباعث على الامل.
وفي الطبيعة البشرية المعروفة، فان كل من يعمل بصدق ومهارة ونكران ذات، سيجد من يحبه ويشدّ من أزره وهي قصة يعرفها كل الماهرين، الذين يعملون بصمت وينتجون من دون جعجعة وتصريحات واقوال، انهم يساهمون في صناعة نمط آخر من الخبرة والممارسة الايجابية التي نبحث عنها دائما.
وهم بلا شك يستحقون التأييد والاحترام وتدوين منجزهم في لوحات تبقى شاخصة للآخرين، الذين سينظرون بوفاء واخلاص لهم.