مسير الإصلاح نحو المصلح

آراء 2021/09/25
...

 غيث الدباغ
 عاشوراء النهضة الانسانية الاصلاحية، التي انطلق فيها الامام الحسين «ع» لدحر العبودية والظلم والاستبداد وتحرير العقول من فكر الباطل والاستيلاء على حقوق الضعيف واصلاح الواقع المأزوم، كما أن عودة تاريخ ذكرى واقعة الطف الأليمة واحياء ذكرى زيارة الاربعين المباركة ليس للندب والتعزية فحسب فالمرتقي لمنبر الحسين في مجالس التعزية، يجب أن يكون خطابه ناصراً لنهضة الاصلاح وناطقاً بالعدل طالباً للحق مشجعا للناس على التحرر من قضبان الطاغوت والضلالة، والحث على طريق الحرية ونبذ الاستضعاف بوجه الحكم الفاسد، فان النهضة ضد المنكر بدأت باستهداف العقول اولاً فلم تكن حركة عاطفية، ولا اختصت بزمن وقوعها فحسب، بل تكتسب أبدية الهدف والغاية حتى قيام يوم الدين للقضاء على الفساد، الذي استشرى بالأمة ونخر اعمدة دولة جده رسول الله المدنية.
اذن إن الإصلاح كان الهدف الرئيس في أهداف النهضة الحسينية، وما زال حتى اليوم الهدف والشعار الذي تحمله الشعوب الحرة في مواجهة الفساد والسلطة والاستفراد والاستعباد ونهب أموال الشعوب وثرواتها. ونحن اليوم كمجتمع عراقي يجب علينا ان نستلهم مسؤولية نهضة اصلاح ذات البين العاشورائية، والاستفادة من هذه الحشود المليونية التي تسير نحو كربلاء وتوعيتهم وبنائهم وترسيخ مبادئ الحق للوقوف بجد وعزيمة معاً في محاربة الفساد، بكل مفاصله وانواعه واشاعة القيم والفكر والثقافة واصلاح السلوك والعادات السيئة، التي أضرت بالمجتمع وابعدت الافراد عن نهج الرسول عبر دعوات الاصلاح المزيفة، التي نشرت مبادئ ومفاهيم مسيسة أبعدت الناس عن اهدافهم السامية زارعة بداخلهم الرضا بالفساد وتضييق دائرة الحريات العامة وسلب الحقوق وتشتت الوحدة المجتمعية.
كما اننا نرى الامام الحسين يركز بشكل خاص على اهمية التحرر من الذل والقهر وعدم الخوف من المعاد، فإن تم الالتفات الى هذا الامر واعطاء حق العيش بكرامة وامان سنعالج مسألة مهمة تحدث في المجتمع العراقي، وهي الهجرة الى خارج العراق بطرق شرعية او غير شرعية نحو الدول الاقليمية والغربية، معانين في هجرتهم ابتزاز الدول لهم وقسوة معاملتهم ومحو القومية وعذاب الاغتراب ووقوعهم بين أيادٍ اجرامية تعمل بمتاجرة وبيع البشر بين البلدان او بيع اعضائهم، بحثاً عن الاستقرار في بلد ينعم بالأمان ومستقبل زاهر وحرية التعبير بالرأي، بعيداً عن الاضطرابات الاقتصادية والنزاعات السياسية.