المايسترو

آراء 2021/09/28
...

 إياد السعيد 
 
يقسم خبراء إدارة الحملات الانتخابية الناخبين الى خمسة أصناف حسب رؤية المواطن وبيئته ومحيطه المؤثر فيه ومعرفته وإدراكه للعبة الديمقراطية وهم: الناخب الواعي والمؤدلج ومسلوب الإرادة والمتردد وناخب ميكافيلي. 
فالمؤدلج وميكافيلي لا يحسب لهما أي حساب، لأن موقفهما محسوم مع جهات بعينها دون أخرى، أما المتردد فينتظر حتى اللحظة الأخيرة ليقول كلمته، وهذا يمكن توعيته وتهيئة نفسيته ليتجه الى الاقتراع ويصوت لمن، لا يهم بقي لدينا مسلوب الإرادة وهو صنف المواطن البسيط البعيد عن التشخيص وتحليل محيطه السياسي ومعرفة الشخص القادر على تمثيله بنزاهة وصدق. 
في مجتمعنا فإن نسبة مسلوبي الارادة عظيمة جدا، هو بائع الخضر والفقير والأمي، وهي المرأة الأمية ربة البيت والبنت المحجورة وهي الأرملة المنقطعة عما يحدث خارج منزلها، وهو الشاب الضائع بين الشارع والنوم والبطالة الخ. 
من بين هذه جماهير تبرز أنت الناخب الواعي الذي يمكن أن يلعب دورا مهما جدا في قيادة هذه الجموع من مسلوبي الإرادة بشخصيته الودودة والمعرفية الصادقة، فالمرأة والأبناء ينتظرون قرار الأب القدوة الواعي لينصحهم والجار البسيط يتعقب خطوات جاره الواعي ليسأله عن الوطني المخلص، والعامل الطيب يتحين الفرص لمناقشة صاحب العمل الواعي علّه يحصل على ضالته في صوته الذي هو كنزه الثمين وهكذا مع كل الفئات.  
 لذا فإن معزوفة الانتخابات ستكون بمسؤولية الناخب المايسترو الواعي، الذي نعول عليه أنا وأنت لكي لا ينجرف السواد الأعظم وراء الحيل والتسقيط والخدع، التي تتقاذفها جهات متنافسة ومتخاصمة وما على المايسترو، الاّ أن يكشف زيفهم ويفضحهم ويدفع باتجاه المواطنة المجردة من المذهبية والطائفية والإنقياد الأعمى وراء الخرافة والعيش في ظروف أربعة عشر قرنا معقدة من الدماء، ظلت لصيقة بنا في حياتنا في يومياتنا، في طعامنا ومنامنا وحرمتنا فرصا ذهبية للاستقرار. أيها المايسترو مستقبلنا قرار حياة فهو ليس مستقبلك حسب إنما مستقبل هذه الجموع من مسلوبي الإرادة، ابنك وابنتك وجارك وزوجتك وأخوك قرر ما تراه بتعقّل فقرارك هو مستقبل كل هؤلاء.