السماوة: نافع الناجي
بعد افتتاح منفذ (النخيب - جديدة عرعر) الحدودي، تأمل كل من بغداد والرياض توسيع الانفتاح التجاري بين البلدين من خلال افتتاح منفذ "جميمة" في أقصى البادية الغربية لمحافظة المثنى، ليكون نافذة جديدة لعلاقاتٍ سياسية واجتماعية جديدة، فالعراق يسعى الى تنشيط اقتصاده فضلا عن تعزيز وحدة الصف العربي وتماسكه، عبر فتح المنافذ وتبادل التجارة البينية بين الدول العربية المجاورة وخاصة المملكة العربية السعودية.
ويعد منفذ "جميمة" وهو ممر برّي يربط العراق بالسعودية ويقع على الحدود بين المثنى ورفحاء، واحداً من أهم ممرات النقل التجارية، ونقطة عبور تمثل طريق الحرير للحجيج القادمين من شرق آسيا.
وتسعى السلطات العراقية الى إعادة العمل به من جديد ليكون ثاني ممر تجاري مع الجارة المملكة العربية السعودية، وقد يتبعه أيضا منفذ ثالث في "شبجة" في محافظة النجف. حيدر الوهامي مستشار محافظ المثنى لشؤون الإعمار، أوضح لـ "الصباح"، أن"الحكومة المحلية في المثنى أكملت جميع الاستعدادات لإعادة فتح المنفذ الذي تربطه طريق معبّدة بمركز المحافظة"، مستدركاً "لكن النقطة الجوهرية هي حصول التوافق السياسي بين الحكومتين العراقية والسعودية على فتح المنفذ وحسب علمنا فإن هناك قنوات اتصال بين الجانبين عن طريق وزارتي الخارجية العراقية والسعودية". وتضغط محافظة المثنى باتجاه افتتاح المنفذ المذكور، وتعدها آخر ورقة اقتصادية تتمسك بها بعد فشل ملف الاستثمار السعودي لملايين الدونمات الزراعية في بوادي المحافظة التي جوبهت برفضٍ واحتجاجاتٍ من جهات سياسية مختلفة. كريم محمد علي رئيس غرفة تجارة المثنى، أوضح لـ "الصباح"، أن"إحياء افتتاح منفذ جميمة الحدودي هو إعادة تفعيل وتنشيط الاقتصاد في أفقر محافظات العراق التي طالها الإهمال الحكومي طويلاً"، مضيفاً "بعد عرقلة مشروع الاستثمار السعودي في بادية المثنى من قبل جهات محلية وإقليمية، أبلغتنا الحكومة المحلية انها خصصت خمسمئة دونم لإنشاء مرافق خدمية وبنى تحتية في هذا المنفذ، وتهيئته للافتتاح بانتظار باقي الإجراءات الفنية". لافتاً الى، ان"افتتاح منفذ جميمة سيسهم بإنعاش العلاقات الاقتصادية والتجارية ويعمّق العلائق الاجتماعية بين البلدين ويعود بمنافع كثيرة في قطاعات السياحة والصناعة والتجارة وتبادل السلع والخدمات".