أدوات الديمقراطيَّة

آراء 2021/09/29
...

  محمد صادق جراد 
الانتخابات من أهم أدوات الديمقراطية للوصول الى حالة التداول السلمي للسلطة في أي بلد يريد تطبيق مفاهيم المجتمع المدني ودولة المؤسسات. ومع اقتراب الانتخابات في العراق نجد أن هناك حالة من التفاؤل، حيث يرى البعض ان الناخب العراقي قد اكتسب وعيا ديمقراطيا.
 
وأصبح مؤهلا بدرجة كبيرة لإنتاج طبقة سياسية تتمكن من قيادة البلد في المرحلة القادمة وفق المعايير الصحيحة، مستثمرا التغييرات في قانون الانتخابات بالإضافة الى الوعي الشعبي الذي عبرت عنه اكثر من تظاهرات شعبية خلال السنوات الماضية .
ومن خلال أكثر من تجربة انتخابية شارك فيها الشعب العراقي منذ 2003 وحتى الآن يمكننا القول بان الناخب العراقي قد اكتسب خبرة كبيرة ونضجا ديمقراطيا خلال السنوات الماضية، ما جعله مؤهلا لخوض الانتخابات المقبلة، اذ يجب أن تكون خياراته باتجاه المرشح المناسب والبرنامج الوطني، الذي يخدم المصلحة الوطنية العليا والتوجه صوب دولة المؤسسات الدستورية، بعيدا عن الخيارات الفئوية والحزبية الضيقة.
وعندما نقول بأن الناخب العراقي قد اكتسب وعيا ديمقراطيا فاننا نعني بذلك أنه قد أدرك حقيقة مهمة للغاية، وهي ان جميع التجارب الديمقراطية الناجحة تكون فيها الكفاءة والخبرة والنزاهة والوطنية هي أهم مقومات الشخصيات، التي يمكن لها ان تنافس على الفوز في الانتخابات وليس الانتماءات الضيقة الاخرى، ولهذا نرى أن الشعب العراقي سيتوجه هذه المرة لتصحيح مسار العمل السياسي وسيثبت للعالم، بأنه شعب واعٍ وقادر على احداث التغيير بطرق سلمية لبناء الدولة، بعيدا عن الفوضى والعنف الذي دفع العراقيون ضريبته لسنوات 
طويلة.
أخيرا نقول بان خيارات الناخب وبرنامج المرشح في الانتخابات المقبلة يجب ان تكون تكريسا للمفاهيم الديمقراطية وعاكسة للنضج الديمقراطي، المتأتي من خبرة السنوات الماضية وان تصل الى درجة من الوعي تجعلنا نغادر الممارسات السابقة والتوجه صوب دولة المواطنة والكفاءات ودولة المؤسسات الدستورية، التي تضمن تحقيق العدالة الاجتماعية وتنجح في تقديم الخدمات للمواطن العراقي، الذي سيمنح ثقته مرة اخرى للعملية الديمقراطية ايمانا منه بضرورة دعم الدولة لأنها الضامن الوحيد لأمن واستقرار ورفاهية المواطن.