العراق يرفض التطبيع

آراء 2021/10/02
...

 زهير كاظم عبود 
 
المشكلة التي يتوهمها البعض قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني، بزعم ان اليهود أولاد عمنا وجيراننا الابديون متسترون او مغمضو العيون عن جملة من الحقائق التي هناك من يدركها يقينا او يكون ساذجا يتم تمرير هذه القصص 
عليه. 
الدولة الإسرائيلية تتمسك بمبادئ الصهيونية وتتعكز على الديانة اليهودية، ولم تتوقف يوما واحدا عن تطبيق سياسة الاحتلال بالقوة الغاشمة وعدم الانصياع لقرارات المجتمع الدولي، وسجل الاعتداءات المتكررة على البلدان العربية لم يعد خافيا او غير مكشوف، كما ان الجرائم التي ترتكبها في عمليات الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والعدوان جعلتها في صدارة من يسجل التاريخ لهم هذه الصفة، وتستمر ببناء المستعمرات فوق الأراضي الفلسطينية والتي تتوسع يوميا، كما تتمسك بضم مدينة القدس والضفة الغربية وهضبة الجولان وكل القرى المجاورة لها خلافا لأحكام القانون 
الدولي.
ويكفينا ان نترجم النشيد الوطني لدولة إسرائيل، الذي لم يزل ينادي بقطع رؤوس العرب والشرب من الدم العربي، «ليرتعد من هو عدوّ لنا 
ليرتعد كلّ سكان مصر وكنعان 
ليرتعد سكان بابل
ليخيّم على سمائهم الذعر والرعب منّا
حين نغرس رماحنا في صدورهم
ونرى دماءهم تراق
ورؤوسهم مقطوعة
وعندئذ نكون شعب الله المختار حيث أراد». 
 وإنها كيان غاصب فاقد للشرعية يتعكز على القوة والمساندة غير المحدودة للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، والامعان في تشريد الشعب الفلسطيني وأنها دولة دينية تتناقض مع مفاهيم الدول 
الحديثة.
ولم يعترف العراق بالدولة الإسرائيلية وهو منذ العام 1948، وحتى اليوم في حالة حرب ولهذا فان قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 69 المعدل نص في المادة «201» منه على معاقبة كل من يروج او يحبذ مبادئ الصهيونية، كما عاقبت المادة «204» منه كل من انشأ أو أسس او نظم أو أدار في العراق جمعية او هيئة او منظمة ترمي الى ارتكاب أي فعل من أفعال المواد «200و201 و202» وطالت العقوبة حتى الأجنبي المقيم بالعراق او العراقي المقيم بالخارج، وكل من انضم اليهم او اشترك فيها بأية صورة. 
عقد ت مجموعة من المغفلين مؤتمرا تأسيسيا لما يسمى «تيار الوسط»، وشعارهم ان التيار يتسع للجميع، غير عارفين ان الوسط يعني الاعتدال والتعقل، وهو يتعارض مع التوجه المنبوذ للارتماء تحت اقدام الكيان الصهيوني، لتجميل صورته البشعة والدعوة للتطبيع دون أي شعور بالمصلحة الوطنية العراقية، خصوصا وبالقضية العربية والفلسطينية بشكل عام، ومن دون وجود عوامل مشتركة وثوابت يمكن ان تجعل العراق يتزحزح عن موقفه، ومن دون ان يلمس العالم موقفا واحدا يحدث اثرا يجعل العاقل يفكر بموقف آخر.
العراق جزء من منظومة الدفاع العربي وان كانت الفترة الحالية التي يعيشها العراق فترة مخاض سيخرج العراق بعدها قويا ومعافى، ومن دون أي اهتمام لمواقف بعض البلدان العربية التي رضخت لسياسة التطبيع والتسوية مع الكيان الصهيوني، لاعتبارات لا يراها العراق اليوم إيجابية وليس لها تأثير في 
قراره. 
من يريد السلام عليه أن يبدأ من بيته أولا ومن ثم يبادر الى اظهار مواقف تنم عن جدية للتمسك بالسلام الذي تنتهكه يوميا، من يريد السلام عليه ألا يحتل الأراضي العربية بالقوة العسكرية ولاينتهك سيادة 
جيرانه. 
ومن يريد السلام عليه ان يفهم ان الحياة لن تنتهي بأساليب القوة والعدوان والغطرسة.
ومن يريد السلام لا يتعكز على مجموعة من المغفلين يقدمهم اكباش فداء لجس نبض اهل العراق .  
الخطأ القاتل التي وقع به مجموعة الداعين لمؤتمر أربيل للتطبيع مع الكيان الصهيوني سيضيف لطخة عار لكل من ساهم وروج وحبذ وشارك بهذا المؤتمر، ليكن موقف العراق دوما قائما على القيم والمبادئ والشرف.