الوعي الانتخابي

آراء 2021/10/05
...

  ريسان الخزعلي 
 
الانتخابات، تطبيق من تطبيقات التجربة الديقراطية في الحُكم، ولم يكن التطبيق الوحيد أساساً، لكنه يُمثل خط الشروع الأوّل في هذه 
التجربة. 
والانتخابات حين تأخذ المسار الصحيح، بعد أن تتوفر شروطها الموضوعية وضمانات تحقيقها من دون مؤثرات: سياسية، مادية، ترهيبية، غرضية،.. الخ، فإنها ستكون ضمانة أكيدة في حرية الاختيار من أجل وجود برلمان منتخب يُمثّل ارادة الشعب.
إنَّ المشاركة الطوعية في الانتخابات تعكس وعي المجتمع، وتطلّعه باتجاه تحقيق حياة أرقى ووجود أنقى. 
وهنا يمكن استدراك ما يدور الآن في مجتمعنـــــا حـــول جـــــــــــــــدوى المشاركة في انتــــخابــات 10
 / 10 / 2021 من عدمها.
المشاركة كحق دستوري مضمونة لكل مواطن تنطبق عليه الشروط، وعدم المشاركة هو خيار مضمون أيضاً. ولكل من المشاركة وعدم المشاركة الأسباب والمبررات، الموضوعية 
والذاتية.
إن َّ الذي أفرزته الدورات الانتخابية السابقة، اختيار وتطبيق وانجاز، أصبح واضحاً لكل مواطن عراقي، وعلى المواطن في هذه الدورة أن يضع في الاعتبار كل المعطيات التي حالت دون ما كان يصبو إليه؛ وألا يكرر عناصر الاخفاق في التجربة، وأن يضع في الحساب دوره الفعّال في اختيار الأجدر والأكفأ وصاحب التخصص والتجربة المهنية والمشهود لهُ بالنزاهه والتضحية النبيلة. وأن يدرك المواطن بجد أنه السبب الأول في وصول كل مَن ينتخبه إلى قبّة البرلمان.
وأمام التنازع الحاصل بين المشاركة وعدم المشاركة، يُمكن الإشارة إلى بعض المحددات في الاختيار: عدم انتخاب العناصر المكررة في الدورات السابقة ممن لم يكن لهم الدور الفاعل في التجربة، أو انتخاب العناصر الجديدة بعد الاطلاع على مؤهلاتهم وممكناتهم. وحين لا يجد المواطن في هذه المحددات ما يُلبّي طموحه، فإن خيار عدم المشاركة سيكون متاحاً له.
إن وعي المواطن لدوره في الانتخابات ودقّة الاختيار، هما الضمانتان الأكيدتان في انتاج برلمان فاعل يضع المصلحة العامة في أولوياته، بعيداً عن الطائفية والحزبية والمناطقية والمنفعة الشخصية. 
والأمل وطيد بشعبنا العراقي في انجاح هذه 
التجربة.