العمارة في مواجهة السفارة

آراء 2021/10/06
...

  د . صادق كاظم 
للعراق دور فاعل في التصدي للعصابات الصهيونية التي اجتاحت ارض فلسطين بتواطؤ استعماري من قبل القوى العظمى. فالجيش العراقي خلال حرب 1948 نجح في تحرير مدن الضفة الغربية ونهر الاردن وكان قريبا من اجتياح تل ابيب. 
  د . صادق كاظم 
 
لولا الخطأ القاتل الذي ارتكبته بعض القيادات العربية بقبول الهدنة التي سمحت للصهاينة باستيراد اسلحة حديثة بضمنها الطائرات التي قلبت الموقف العسكري ومنعت الجيوش العربية من اكمال المهمة. الصهاينة يتذكرون ايضا بان طائرة عراقية وحيدة تمكنت من الوصول الى تل ابيب خلال حرب 67 وقصفت مطارا ومعسكرا ومخازن للوقود وقتلت واصابت اكثر من 50 صهيونيا ولولا نفاد القنابل منها لكانت الخسائر اشد. كما ان الجيش العراقي خلال حرب 73 منع الصهاينة من الوصول الى دمشق.
الوعي الشعبي السياسي العراقي ما زال رافضا لاي علاقات مع كيان غاصب عنصري توسعي ملطخة يداه بدماء اكثر من مليون مواطن عربي من فلسطين ولبنان والاردن ومصر وسوريا، ويحتل اراضي عربية في الضفة والجولان ولولا اتفاقيات السلام مع مصر والاردن ولولا المقاومة البطولية والشجاعة، التي ابداها حزب الله في لبنان والقوى الوطنية الاخرى لكانت تل ابيب تجثم على اراضي تلك الدول حتى الآن. 
قيام بعض الدول العربية بعقد اتفاقيات سلام وتطبيع مع الصهاينة والتضحية باكثر من نصف قرن من الصراع معها ومن دون اية مكاسب مقابلها تعزز من موقف الشعب العربي الفلسطيني مثل تخبطا وفشلا ذريعا وقراءة غير صحيحة، حيث ان الموقف الصهيوني من النزاع وقضية السلام لم يتغير من خلال انكار حقوق الشعب الفلسطيني.
الموقف العراقي حكومة وشعبا كان وسيبقى ضمن الخندق الممانع لاي سلام مع هذا الكيان الاجرامي ما لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم كاملة، والوعود بان ثمن عملية السلام ستكون رخاء وازدهارا هي مجرد كذبة يروج لها دعاة التطبيع وارضاء لواشنطن التي انحازت في هذا الصراع لصالح الصهاينة، حين اتخذت قرارا خطيرا بجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني وتجاهل مشاعر ملايين العرب والمسلمين في المنطقة والعالم.
حال السفارات الصهيونية في العواصم العربية التي تقيم علاقات معها كالصورة التي قدمها النجم الشهير عادل امام في فيلمه (السفارة في العمارة )، حيث إنها معزولة ومكروهة من قبل الشعوب العربية التي يرفض المواطنون العرب التعامل معها او الاعتراف بوجودها، ليقتصر الامر على علاقات سياسية فقط من دون اي قبول شعبي، فجرائم الكيان وسلوكياته وعنصريته لا تشجع اي عربي على الثقة بالصهاينة وقبول السلام معهم.