تزييف الوعي الانتخابي

آراء 2021/10/09
...

 حسن الكعبي 
 
مع اقتراب موعد  الانتخابات تتفشى ظاهرة تقترن مع كل دورة انتخابية، وهي ظاهرة تصدر عن بعض المرشحين والمقصود بها ظاهرة شراء الاصوات، باتباع  اساليب  ترغيبية رخيصة تستهين بوعي الناخب وبوعي المجتمع بشكل عام، وان كانت هذه الظاهرة بمثابة التعبير عن سطحية الوعي وطبيعته الاستغلالية عند المرشح الذي يعمد الى هذه النوعية من الممارسات المذلة والرخيصة، وترتبط بهذه الظاهرة ظاهرة اخذ القسم على الناخب بألا يعطي صوته لغير هذا المرشح الراشي، وهي اقسام بالائمة «عليهم السلام» في سياق استغلال ولاء الشعب ومحبته لآل البيت، رغم انها اقسام غير ملزمة ولا تقع كما هو معروف في فضاء التداول الديني 
والقانوني.
ان وعي المرشح وهو يسير في هذا السياق الاستغلالي هو وعي متكالب بالضرورة على المكاسب وتحقيقها عن طريق الاساليب الرخيصة، وبالتالي فان هذا الوعي هو وعي مدمر ولا يمكن الركون اليه
او الاطمئنان معه لانه يصدر من فضاء نفعي واجندة تخريبية لا تحمل اي برنامج او ستراتيجية اصلاحية انما يترشح عنها الفساد بشكل واضح، والاجدى من هذا المنطلق ان ينأى المواطن عن استغلال هذه النوعية من المرشحين الذين يسعون الى جر البلاد الى المحرقة الشاملة، لان ما يصدر عنهم هو اجندة يترشح عنها كل مخرجات الخراب الاقتصادي والامني والاجتماعي والثقافي، بل ومجمل مفاصل الحياة 
الاجتماعية.
إن مستقبل المجتمع العراقي على المحك ويتوجب على المواطن الحذر وادراك الكيفية والالية التي بموجبها يمكنه اعطاء صوته، بعيدا عن العشوائية في الاختيار التي ستسهم في تخريب مستقبله ومستقبل ابناءه ومستقبل البلاد بشكل عام، نتيجة لما قد تؤدي اليه هذه العشوائية في الاختيار من انسدادات سياسية واقتصادية، لان هذه النوعية لا يمكن ان تؤدي الى ادارة البلد بل الى صناعة الازمات داخله والى مزيد من التعضلات السياسية والاقتصادية التي يعاني البلاد منها ويتطلع الى الخلاص منها، عبر انتخابات نزيهة يأمل المواطن ان تتمخض عنها شخصيات كفوءة قادرة على صناعة رفاهية البلد وقيادته الى بر 
الامان.