تلوث بيئي

آراء 2021/10/16
...

 آية حسين
    تتناثر النفايات في شوارع بغداد كما تتناثر اوراق الاشجار في فصل الخريف، هذا يرجع الى عدة اسباب، منها قيام عدد من الاشخاص برمي النفايات بطريقة عشوائية، فلا يبذلون اي جهد للحفاظ على نظافة مدينتهم، فضلا عن راكبي العجلات الذين يرمون بلا اكتراث القناني الفارغة والأكياس من نوافذ العجلات في الشوارع والتقاطعات
فلا يعيرون اي اهمية للمحافظة على البيئة، ما ادى الى تفشي هذه الظاهرة بشكل كبير، لا سيما في الآونة الاخيرة فاصبحت الشوارع والارصفة والاماكن العامة مغطاة بعلب المشروبات الغازية الفارغة والاكياس البلاستيكية، ولم يكتف البعض برميها، بل يقدم على حرقها غير مبالين بمدى خطورة انبعاثات غازات ملوثة، التي تسبب مخاطر كثيرة، حيث رمي القمامة بانواعها المختلفة له آثار سلبية لا تعد ولا تحصى. 
اذ تؤدي الى تجميع الحشرات التي تنقل السموم والأمراض إلى الأماكن المزدحمة بالسكان، وتكمن خطورة النفايات عند اقترانها بالمياه، خصوصاً المخلفات الصناعية والزراعية والكيمياوية فتأثربشكل مباشر في المسطحات المائية والتي تسبب تسمم الأسماك، من ناحية أخرى يؤدي تراكم الاوساخ إلى شغل مساحات واسعة من الأرض، وهذا يحول دون استغلالها في الزراعة، أو البناء فهذا كله يزيد من ثقل كاهل عمال النظافة، الذين يعملون لساعات طويلة تحت اشعة الشمس اللاهبة، فيضطرون لتغطية رؤوسهم بقطع من الكرتون، فضلاً عن تعرضهم إلى اصابات عديدة أثناء عملهم بتنظيف الشوارع وتفريغ صناديق القمامة دون وقاية أو حماية لهم، فمهنتهم لا تقل أهمية عن باقي المهن، ربما تكون هي الاكثر ضرورة فلا يمكن الاستغناء عنهم، لكونهم يقومون بدور كبير في المحافظة على جمالية البلد لكن مع شديد الاسف يجدون تعاونا ضئيلا جداً من قبل المواطنين، لذا يجب على الحكومة أن تتخذ الاجراءات اللازمة للحد من رمي المخلفات، وذلك عن طريق فرض غرامات مالية وعقوبات على الاشخاص، الذين يرمون النفايات في الاماكن العامة ويقع على عاتق وسائل الاعلام نشر حملات توعية لزيادة الوعي والادراك لديهم تجاه النظافة والمحافظة على البيئة، خصوصاً في ظل جائحة كورونا وايضاً ضرورة توفير ادوات حديثة تساعد عمال النظافة وتوفر لهم الجهد 
والوقت.