دور النخبة في نهضة المجتمعات

آراء 2021/10/16
...

 سرور العلي 
 لا جدال من أن النخبة تلعب دوراً مهماً ومؤثراً في كل المجتمعات، إذ إن دورها يكمن في صناعة القرار والرأي العام، واقتراح الحلول للمشكلات، وقيادة عملية التغيير، ما يسهم في تقدم المجتمع، وتنميته على أسس 
صحيحة.
وكل هذه الأمور وغيرها تتطلب من هؤلاء أن يكونوا على قدر عال من المسؤولية، ومتفهمين للظروف التي يعيشها أبناء مجتمعهم، ويحملون أهدافا تصب في مصلحة الجميع، كتغيير مستوى المعيشة نحو الأفضل بدلاً من البقاء في قعر البطالة والفقر والتخلف، ومحاربة الفساد الإداري المتفشي في مفاصل الدولة، وإدارة شؤون المجتمع، إضافة إلى حماية الأفراد من التطرف والأفكار الهدامة، والدفاع عنهم وتوجيههم نحو الطريق الصحيح، وإغنائهم فكرياً 
واجتماعياً.
وهناك نخب ثقافية ودينية، وسياسية واجتماعية واقتصادية، وكل واحدة منها تؤدي دورها، وعادة ما يشكل هؤلاء النسبة القليلة من أي مجتمع، كونها تتميز بصفات مختلفة، وتقع على عاتقها أعباء وواجبات، وكانوا يطلقون عليهم سابقاً بالوجهاء والصفوة والدعاة، ويحملون مشاعر الصدق والوفاء، والغيرة الوطنية على أبناء وطنهم، ومتفاعلين مع الظواهر الاجتماعية والأحداث، ويقترحون الحلول لذلك.
وكان أول استخدام لكلمة نخبة في القرن السابع عشر حيث كان يوصف بها البضائع، والسلع ذات الجودة الممتازة، ثم توسعت لتشمل المراتب العليا والنبلاء، لتصل في ما بعد إلى كوكبة من المفكرين والعلماء، الذين ساهموا في تشكيل الحضارات وتطورها، وإذا غابت النخبة، وانحسر دورها، وتعرضت إلى الاقصاء والتهميش، سيؤدي ذلك إلى غياب الوعي، وتفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية، وتفشي الظواهر الاجتماعية الخطيرة، كالسرقة والجنوح، والجريمة والبطالة، وبقيت بعض النخب، لا سيما العربية تحت الاستبداد والقمع لسنوات طويلة، وتم عزلها عن عامة 
الشعب. 
وحتى تكون تلك النخبة مؤدية لدورها العظيم، فالأجدر بها أن تبقى مع عامة الشعب، وغير منحازة لأحد الحكام أو لجهة معينة، كون ذلك يؤثر في مصداقيتها، ويجعلها بعيدة عن مشكلات وهموم أفراد مجتمعها، إذ إن هناك فئة منهم تعيش في دولة معينة، وتفكر وتقلد وتكتب بلغة أخرى، وتنشر آراءها بين الناس، ما تسبب بتخريب العقول ودمارها، لذا نأمل أن تمثل تلك الشريحة الرأي العام، لنهضة المجتمع بعيداً عن العمل لصالحها ورغباتها 
الخاصة.