كرنفال انتخابي

آراء 2021/10/17
...

 عباس الصباغ 
لم يكن 10 / 10 يوما عراقيا عاديا بعد أن رسم العراقيون ببصماتهم البنفسجية خارطة طريق لمستقبل يليق بالشعب الذي علّم البشرية الابجديات الاولى للتحضر والتمدن، وهاهو اعطى الاشارة الجادة لوجوب ممارسة حقه الديمقراطي الطبيعي لوضع العراق على السكة الصحيحة، لتكون تلك الممارسة عرسا تشيرينيا خالصا لوجه العراق ومن اجل اعادة بناء العملية السياسية بناء صحيحا وإحداث التغيير الدولتي المنشود
وتغيير وجهة بوصلة الاداء الحكومي الى الاتجاه الصحيح واستعادة ثقة المواطن العراقي بعمليته السياسية من جهة وبآلية الانتخابات الديموقراطية من جهة اخرى، وبسبب اهتزاز تلك الثقة حدث الانفجار التشريني الهادر على أمل التغيير المنشود في ذلك المسار المتعثر، والذي خلّف المزيد من المعاناة لعموم المواطنين الذين مازالوا يأملون حدوث ذلك التغيير ببصماتهم البنفسجية.
كانت المشاركة الجماهيرية واسعة في هذا العرس الانتخابي، فقد ساهم البيان الذي اصدرته المرجعية الرشيدة في حتمية المشاركة الفعلية في هذا المضمار كما وضع النقاط على الحروف وازال اللبس عن المشاركة فيها، وميز الخيط الابيض عن الخيط الاسود وانهى الجدل المستطير حول المشاركة او عدمها في انجاحها، لأن الانتخابات هي الحل الاخير الذي ينتشل العراق من جميع الاختلالات السياسية البنيوية التي اوصلت العملية السياسية الى ماوصلت اليه من انسدادات وتعثرات وتكلسات، فانضوى العراقيون بكافة مشاربهم في هذا العرس 
وعلى قناعة تامة بالمشاركة الفعلية محل النكوص والتردد عن المشاركة وهي نسبة بسيطة لن 
تؤثر في النتائج المترتبة، لأن الانتخابات بأية 
حال ستكون البوابة الوحيدة وخارطة طريق لا مناصّ عنها نحو إحداث التغيير الايجابي والسلمي والحضاري نحو استعادة الوجه الناصع للدولة العراقية، وهذا التغيير الجذري لن يتأتّى بضربة حظ، وانما بتكاتف جميع ابناء الشعب العراقي بجميع حيثيات نسيجه الاثني والمكوناتي في المشاركة الفاعلة في مضمار الانتخابات للإيتاء بوجوه جديدة {غير مجربة}، 
شرط ان تكون نزيهة وكفوءة وتعمل داخل اطار الدستور وتختلف عن الوجوه، التي تمأسست بها العملية السياسية وعلى المنهج التوافقي التحاصصي سيئ الصيت، فالعراق شعباً ومقدراتٍ مليء بالعناصر الكفوءة، التي تبشّر بالخير والقادرة على اعادة ثقة الشارع العراقي بهويته الوطنية ودولته وحكومته بعد ان اقتنع بان المشاركة في الانتخابات هي مسألة وطنية وشرعية وحق كفله الدستور العراقي الدائم وهي الطريق الأسلم لذلك وعدم تكرار الماضي، اذ لا سبيل حضاريا متاحا غير هذا السبيل لتصحيح المسار، فالعراق كان في كرنفاله الرائع امانة مرتهنة بصوت الناخبين وهذا ماحصل في 10 / 10 فكان عرسا عراقيا 
رائعا.