أرقام الكوتا

آراء 2021/10/23
...

 سها الشيخلي 
في سابقة تعد الاولى حصلت المرأة في الانتخابات على 97 مقعدا ومن الملاحظ ان تواجد النساء في قاعات الانتخاب، كان لافتا للانظار بعد عزوف الشباب «الرجال» المحبط وهذا دليل اكيد على زيادة وعيها وعلى طول صبرها، مع كونها لا تقل احباطا عن الشباب الثائر في انتفاضة تشرين، وتجدر الاشارة الى ان استحقاقها كان «140» مقعدا
لكن الاحتساب جاء فقط بـ «97» مقعدا هذه الزيادة تمكن المرأة في دور ريادي اكثر فاعلية فقط، اذا رفعت الاحزاب في البرلمان وصايتها عليها، فالجندر حاضر ربما بشكل اكبر مما هو في المجتمع وهذا لا يعني ان النساء في الدورة الماضية للبرلمان كن غير فاعلات، بل بالعكس كانت بعضهن نشيطات لكن بعض الاحزاب في البرلمان لا يتقبل أفكار وعيها او حتى نشاطها، فحاولت تحجيم دورها، ولكن بعضهن استطعن الثبات على ارائهن بشتى السبل وكان قد ساعدهن الاعلام في ذلك. 
وعلى المرأة في هذه الدورة ألا يكون قرارها مرهونا برأي الاحزاب، فقد حققت استحقاقها بجهدها ووعيها، فهي فاعلة وحريصة والاهم من كل ذلك لم تلوث يدها بالرشى في كل عمل مناط بها، سواء في البرلمان ام في السلطة التنفيذية. 
وتعرضت النساء بصورة عامة لا سيما المشاركات في العملية السياسية في هذه الدورة الانتخابية الى مضايقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا دليل اخر على هيمنة «الذكورية» على قراراتها، بل حتى وجدنا أن تمزيق لوحات الدعاية للمرأة كان اكثر مما تعرض له الرجل، ومع كل هذه الوسائل الغير منطقية استطاعت ان تحرز هذا النصر. 
لذا فهي مطالبة ان تتصدى للقوانين الجائرة التي اضرت كثيرا بحياتها العامة والخاصة منها.
على سبيل المثال «الفقرة 57» من قانون الاحوال الشخصية، والتي فشلت كل جهودها بتعديلها مع كونها منافية لأبسط حقوقها الانسانية والشرعية. 
وهناك قانون اخر مهم لحياتها والذي بقي فترة طويلة «يراوح» على طاولة البرلمان الا وهو قانون «العنف الاسري». 
فقد اعطى المجتمع الحق للرجل على الحاق الضرر بالمرأة سواء كانت زوجة، ابنة، اختا، بل وحتى التحرش بها في الشارع فهو عمل مع كونه منافيا للاخلاق العامة، الا أنه تعديا على خصوصيتها وعلى شخصها. 
والبرلمانية مطالبة ايضا بتمكين المرأة اقتصاديا، فهناك الكثير من النساء معيلات لأسرهن بعد مقتل رب الاسرة، سواء بحروب داعش ام بالتظاهرات واعمال العنف الطائفية بتخصيص قروض لهن، لادارة اعمال صغيرة وورش بسيطة منها الخياطة والحلاقة او اعداد انواع من المأكولات البغدادية المشهورة للمطاعم، وإبعاد النساء عن التسول الذي يسيء الى شخصها والى مجتمعها والأهم الى دولتها.