النشاط اللا صفيَّ وتنميَّة الروح الجماعيَّة

آراء 2021/10/23
...

 عصام كاظم جري 
 
مع اقتراب موعد العام الدراسي الجديد، نتطلع وبكل حرص شديد ان يكون عاما متميزا ومختلفا عن بقية الاعوام السابقة، مهما تباينت الاراء حول نوعية الدراسة فيه، سواء أكان حضوريا أو 
الكترونيا. 
وبالمجمل يبقى التعليم الحضوري نقطة جوهرية، وعلامة مائزة من حيث التأكيد والمتابعة والمعاينة. 
ومنذ أن ضربَت جائحة كورونا العالم صار التعليم عن بعد ومن خلف الشاشات الزرقاء والهواتف النقالة. 
لقد غيّر هذا المشهد أسس العملية التعليمية. ولا يفوتنا أن نؤكد المقاربات بين ما هو علمي وما هو تربوي ومهاراتي، علاوة على اختلاف الفروض الدراسية منها: العلميَّة الاحيائيَّة والتطبيقيَّة، أو الادبيَّة، أو الصناعيَّة والتجاريَّة والزراعيَّة وهناك أنشطة لا صفيَّة تتقارب جدا ولا تقل أهمية عن هذه الفروض وتكشف القدرات والقابليات والميول والاتجاهات والتنوع والتفاوت وتطوّر 
الشخصيَّة. 
جاء في المادة (33) من نظام المدارس المعدل: (يعد النشاط اللا صفيَّ عنصرا أساسيَّا في النشاط التربوي عامة وتتجلى فيه ممارسة التعبير عن مهارات عمليَّة وفنيَّة ورياضيَّة وكشفيَّة كما وتتجلى في تنظيمه تنميَّة الروح الجماعيَّة التعاونيَّة والاساليب الديمقراطيَّة وتكوَّين لجان وفرق عمل والقيام بالسفرات والزيارات للاطلاع على البيئة والمؤسسات ويتم جميع ذلك باشراف الهيأة التدريسيَّة).
 لقد غيّب التعليم عن بُعد تلك الأنشطة التنمويَّة جملة وتفصيَّلا، بالوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة لهذ التقارب، لا سيما ان الطلاب أداة لاغناء الحياة بمجملها. 
لقد غُيّبت الانشطة اللاّ صفيّة: كالخطابة، وقراءة النشيد الوطني والسفرات المدرسيَّة وغيرها، وغيَّبت الانشطة الرياضيَّة وما يترتب عليها من العناية بالصحة البدنية، وأهملت المواد الاخرى كالتربية الفنيَّة والاسريَّة والحاسوب 
والمنزلي.
 وما زالت تجربة التعليم في أزمنة 
(كوفيد- 19) تلقي بظلالها المخيف على واقع التعليم ومستقبله. 
والسؤال ما تأثير تنظيم هذه الانشطة اللا صفيَّة في مستقبل الطالب؟ بكل تأكيد غياب هذا الفعل سينشئ جيلا لن يفهم ماذا تعني كلمة (المرسم) أو (غرفة الرياضة)، وستكون غريبة عليهم جملة (السفرة المدرسيَّة)! إذاً ما الاجراءات الواجب اتخاذها للحد من هذه التحديات؟ وربما الاستسلام الى التعليم الالكتروني يعد أكبر خطر يواجه العام الدراسي الجديد. 
واخيرا أن أهمية الانشطة اللاّصفيَّة وان كانت بنسب ضئيلة في بعض المدارس، إلا أنها تضفي شيئا من الجماليَّة، فالحديقة المدرسية لها وقع نفسي كبير، وخريطة العراق والوطن العربي والعالم على الجدران الداخليَّة يسافر معها الطالب ليكشف اماكن العالم، فضلا عن رفوف المكتبة المدرسية بعناوينها المهمة تعطيه أبعادا تأملية وخيالية، وممارسة قراءة كتاب (المطالعة والنصوص) في داخل غرفة الصف، تسبر اغواره في حب القصص وأدب الرحلات 
والترجمة. 
ولا ننسى يافطات الخط العربي بكل انواعه، تنمي قدرة الطالب على محاكاتها. وبتحقيق هذه الانشطة التربويَّة وبالتاكيد عليها وعلى التعليم الحضوري نستطيع غرس الروح الوطنية للطلاب.