ولذلك يمكننا القول بان الانتخابات هي ليست هدفا بحد ذاتها انما جاءت لتحقيق اهداف مهمة ومحددة باعتبارها احدى ادوات الديمقراطية والية مهمة لتكريس مفاهيم ووظائف متعددة اهمها وظيفة التعبير عن مفهوم « الشعب مصدر السلطات « لان الانتخابات في اي بلد هي فرصة للمواطنين لاختيار من يمثلهم عبر المشاركة الواسعة والمؤثرة والواعية والتي تهدف بالدرجة الاولى الى اختيار الافضل والنجاح في تحقيق التداول السلمي للسلطة في بلد عانى لعقود طويلة وهو يرزح تحت تسلط الحكم الدكتاتوري .

ومن اجل ان نكون منصفين نقول بان الدولة ومؤسساتها نجحت في توفير الاجواء الديمقراطية المناسبة لانجاح هذه الممارسة المهمة عبر توفير متطلبات النجاح وتوفير الادوات اللازمة كوجود الهيئات المستقلة كالمفوضية المستقلة للانتخابات وتوفير الفرص المتكافئة واعطاء مساحة كافية للمراقبة من قبل الاعلام وممثلي الكيانات السياسية .

وبعد انتهاء الانتخابات العراقية 2021 يتطلع المواطن العراقي كما يتطلع المجتمع الدولي والاقليمي الى نتائج الانتخابات وطبيعة التحالفات وشكل الحكومة القادمة حيث تتجه الانظار صوب العراق لاهمية الوضع العراقي وتأثيره في الامن والاستقرار في المنطقة . فالحكومة العراقية الجديدة ستكون امام تحديات كبيرة اهمها تحقيق مطالب الشعب العراقي وتظاهراته المختلفة عبر توفير الخدمات في ملفات عديدة كالكهرباء والصحة والتعليم والزراعة والصناعة اضافة الى ملفات السكن والتعيينات . هذا من جانب ومن جانب اخر هناك تحديات اقليمية ودولية ولا بد من ان تلاقي الحكومة العراقية الجديدة المقبولية من المجتمع الدولي لتكون عنصرا مساعدا لتصفير المشكلات وحلها بما يضمن سيادة واستقلال العراق.

ختاما نقول ان الاحزاب والكتل السياسية الفائزة في الانتخابات مطالبة هذه المرة بتحقيق مطالب الشعب وترجيح كفة المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية والحزبية والمناطقية وتنظيم العلاقة بين مؤسسات الدولة وبين الشعب على اساس رابطة المواطنة والاهم من كل ذلك مغادرة مفهوم التوافقية والمحاصصة في توزيع المكاسب والمناصب والعمل على تشكيل حكومة قوية تنجح في تحقيق تطلعات المواطن .