غماس.. مدينة العنبر والقلعة الشامخة

الصفحة الاخيرة 2021/10/28
...

 الديوانية: عباس رضا الموسوي 
إن أغرب ما يمكن تصوره عن مدينة غماس 45 جنوب غرب مركز محافظة الديوانية أنها كانت قبل القرون الاخيرة مجرد مسطح مائي مغموس بالمياه، تحول في ما بعد الى يابسة، لذا سميت هذه البقعة من الارض (غماس)، وصارت مع مرور الزمن بهذا الشكل الطبيعي الجميل الذي سر كل من رآه، حيث وفرة المياه وخضرة الارض وصفاء السماء.
 
وتحتضن مدينة غماس المعروفة بطابعها الزراعي ابرز القلاع التاريخية الموجودة في محافظة الديوانية ( قلعة ذرب)، التي تأسست العام 1770 ميلادي، وقدمت هدية من الدولة العثمانية الى زعيم قبيلة الخزاعل آنذاك ذرب الخزعلي، تكريما لدوره الاجتماعي ومكانته 
العشائرية.
ويقول مدير الذاكرة الموسوعية في محافظة الديوانية علي نوري نجم 
لـ {الصباح}، إن {قلعة ذرب تعد واحدة من ابرز القلاع والحصون التي مازالت قائمة في محافظة الديوانية مثل (حصن القايم) في الشنافية}.
وتذهب المصادر التاريخية الى ان هذه القلعة الحصينة أهديت من قبل العثمانيين الى زعيم الخزاعل ذرب بن مغامس، الذي عرف بنفوذه الكبير آنذاك. 
 مشيرا الى {اهمية مدينة غماس المحاطة بأريافها الخضراء من الجانب الاقتصادي، كونها من المناطق المعروفة بزراعة العنبر والتمور وباقي المحاصيل الزراعية الاخرى}.
 لافتًا الى اهميتها الجغرافية التي جعلتها على مسافة غير بعيدة من محافظتي الديوانية والنجف الاشرف، ولها حدود مع أقضية الشنافية والشامية والحمزة، ما جعل من سكانها البالغ عددهم 140 الف نسمة على صلات وثيقة مع المجتمعات التي تحيط بهم، خصوصا ان العقود الماضية شهدت تحالفات عشائرية للتغلب على الصراعات آنذاك.
يذكر أن بعض المصادر تشير الى أن غماس قرية كانت تسمى
بـ {الخدم} ضمن اراضي الحيرة في زمن النعمان بن المنذر بحدود سنة (400) بعد الميلاد، وهذا ما اثبتته بعض الآثار، التي يعود تاريخها الى فترة حكم المناذرة، وقسم منها يعود الى ابعد من ذلك التاريخ 
بكثير.