بغداد: عواطف مدلول
دخل انيس عامر عبود (مواليد 2001) الطالب في المرحلة الثالثة بالفنون التطبيقية عالم الفن وبالاخص التصوير الفوتوغرافي والصحفي سنة 2014 حيث اخذ يتابع حياة الشارع بكاميرته فمارس فن الكلاسك وكانت اغلب المعارض الذي يقيمها عبارة عن صور تتعلق بالمسامير على الحائط لكن في سنة 2017 بعد تطوعه مع بيت تركيب التابع لمعهد غوته اختلفت طريقة عرضه لاعماله وكذلك الفنون التي اصبح يهتم بها فتوجه للحداثة والمعاصرة بفن التصوير.
يقول انيس كانت اول خطواتي نحو الفن المفاهيمي المعاصر عن طريق انضمامي لبيت تركيب للفنون المعاصرة و سنة 2020 كانت اول مشاركة في مهرجان baghdad walk بعمل وثائقي عنوانه (المتبقي ) يتحدث عن مهنة السماكة المندثرة في منطقة شارع حيفا.
اما نسخة هذه السنة من المهرجان فكان مقاما في المحطة العالمية للقطار، وشاركت فيه بعمل يحمل عنوان (inside) عن مشكلة زجاج الشبابيك الذي يمثل الوسيلة لنتطلع عبرها الى المناظر الطبيعة التي يمر فيها القطار..
إذ يتعرض هذا الزجاج للكسر، بسبب اطفال المناطق السكنية الواقعة قرب سكة القطار، وهم يرمونه بالطابوق بالطابوق.
من خلال تواصلي مع هؤلاء الاطفال تحديدا، للوقوف على مبرراتهم، لاحظت ان وراء هذا السلوك عاملا نفسيا، فسعادة الاطفال تكمن في ضرب الزجاج للتعبير عن رفضهم لواقعهم المهمش، وحرمانهم من ابسط حقوقهم في التعليم والرفاهية، خاصة بعد ان عرفت ان اغلبهم يندرجون ضمن عمالة الطفولة.
مشيرا الى ان العمل عبارة عن مكعب محاكٍ للقطار، بداخله صور للاطفال الذين قابلتهم ، وشعرت اكثر انكسار زجاج القطار يشابه انكساراتهم بسبب الفقر والعمالة المبكرة وترك الدراسة وعدة مشكلات اجتماعية اخرى.