مراهقة...

الصفحة الاخيرة 2021/10/30
...

 
خطوة جريئة لم أمتلك من أمرها شيئا نحو عالم مختلف، البداية الحقيقية باتجاه التحديات والأحلام والانطلاقة، خلطة مختلفة ومزيج من ملامح طفولة وأحلام شابة مقبلة على الحياة بكل عنفوانها. الحلم الأول والحب الأول والتعلق والعواطف الصادقة، تنطلق أخيلتي بكل مدياتها وأثق بالمطلق إنني قادرة على تحقيق كل ذلك.
كان أبي الفارس الملهم والداعم الحقيقي فقد منحني من الحب الكثير بحيث كنت أشعر انني ملكة بالفعل، مولعة بالقراءة والرسم وطاقتي لا تنفد حينما أدخل في تفاصيل هذا العالم ربما ظروفي المختلفة عززت فيَّ الكثير فبيتنا يحوي مكتبة عظيمة ومساحته الشاسعة وحديقته الجميلة وإطلالته الساحرة على نهر دجلة  كانت توفر لي متعة التجلي والغوص بحرية في تفاصيل الكلمات والألوان، لم تكن منجزاتي عابرة فقد حرص والدي على أن يجمعها ونشرها في بعض مجلات الأطفال . إلا ان اهتماماتي هذه جعلتني خجولة وأميل للعزلة فلم أكن أحب الاختلاط مع الآخرين والحديث والمشاكسة حتى مع إخوتي وشحيحة في التواصل جداً وبقي هذا الأمر ملازماً لي حتى هذه اللحظة مما سبب لي حرجاً حتى مع زميلاتي في المدرسة لكنني وبكل صدق أعتبر نفسي من المحظوظين جداً ففي كل مكان وزمان أجد هناك من يقدّر ذاتي ويفهم حقيقتي ومنحني اشخاصاً رائعين فلازلت أحتفظ بعلاقات طيبة مع مدرساتي وأصدقاء ربما لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة وانا سعيدة بذلك جداً . حققت الكثير من أحلامي ولم أزل أتوقع أن أحقق ما بقيّ منها عالقاً منذ ذلك الحين، وكلما شعرت بالهوان أستعيد شجاعتي من تلك المرحلة، والأجمل إنني أعمل في التدريس الثانوي مما جعل علاقتي تستمر مع هذه الشريحة وأجدني أنتمي اليها بكل تفاصيلها لذلك أنا صديقة طالباتي وجزء من عالمهن وشعوري بالمسؤولية تجاههن يجعلني أحرص أن أكون دليلهن وعونهن وغالباً يلجأن إليَّ في أدقِّ تفاصيل حياتهن وهذا جعلني قريبة حتى من أسرهنَّ.
 
ايمان الوائلي...
شاعرة ورسامة