اختراعات غريبة

آراء 2021/10/30
...

بشير خزعل 
 
قبل اسابيع مضت  أسدل الستار عن جوائز «آي جي نوبل»، الخاصة بالاختراعات والابتكارات الغريبة  الخارجة عن نطاق المالؤف في البعض منها، مجلة العلوم Annals of Improbable Research،  تتضمن اختراعات وأبحاثاً «غريبة حتى ان  البعض اطلق عليها تسمية الاختراعات (السخفية)، وتمنح هذه المجلة جوائز  أطلقها مارك أبراهامز في عام 1991 لتكريم الإنجازات المضحكة والغريبة، او غير المفيدة ، لكنها قائمة على العلم في التجارب الخاصة بصحتها ، وعلى سبيل المثال، جائزة علم الأحياء هذه السنة  كانت من نصيب الباحثة السويدية سوزان شوتز، والتي قامت بتحليل الاختلافات في أصوات القطط أثناء التواصل مع البشر، أما جائزة علوم البيئة فذهبت لفريق من الباحثين الإسبان والإيرانيين، الذين استخدموا التحليل الجيني لمقارنة الأنواع المختلفة من البكتيريا الموجودة على العلكة، المستخرجة من الطرقات في بلدان مختلفة، وذهبت جائزة الكيمياء إلى فريق من الباحثين من ألمانيا وبريطانيا ونيوزيلندا واليونان وقبرص والنمسا، والذين استخدموا التحليل الكيميائي لاختبار ما إذا كانت الروائح الجسدية المنبعثة عن جمهور دور السينما، يمكن استخدامها لتتبع حوادث العنف والاعتداء الجنسي وتعاطي المخدرات،
ونال بافلو بلافاتسكي الجائزة عن فئة الاقتصاد، وذلك بفضل دراسة ربطت بين بدانة السياسيين والفساد المستشري في الدولة التي يتواجد بها،  وهنا  لنا وقفة مع هذا الابتكار الذي قد يفضي الى فائدة مرجوة في العراق، بالرغم من ان بعض الفاسدين استعانوا بمختبرات وصالونات التجميل والتنحيف  للحصول على بعض الوسامة، التي اصبحت من مستلزمات كاريزما  الضحك على الناس ، حتى ان البعض منهم اصبح شبيها بممثلي الاعلانات والامر ليس حكرا على الرجال، بل يعم بعض النساء ايضا ممن دخلن عالم السياسية من اجل الاستثراء من المال العام ، وربما يمكن الاستفادة من هذا الاختراع  في العراق نوعا ما، لملاحقة او كشف حيتان الفساد التي اوصلت العراق الى مرحلة الخراب، فالاستعانة بابتكار فاشل افضل من الوقوف متفرجين ، ولعلها محاولة ستتبعها محاولات اخرى للوصول الى حل، وليس المقصود هنا ان هذا الاختراع فعلا هو الحل، بل مجرد تشبيه على سخرية مايقال عن الفساد منذ 17عاما مضت، مشكلة الدولة العراقية وتدهور الاوضاع الاقتصادية لشرائح وفئات واسعة من المجتمع العراقي وتعطل بناء البنية التحتية الذي يثقل كاهل المجتمع والبيئة والصحة والتعليم، هو الفساد الذي طال الاخضر واليابس، دون حل يذكر، ولعل اضافة جائزة  افضل ابتكارات وطرق الفساد الى جوائز (اي جي نوبل)، حتما ستكون من الجوائز المحصودة بلا منازع من بعض علماء الفساد الذين لايقف في طريقهم اي عارض او مانع وان كان القانون .