صيادو السمك السومطريون و«جزيرة الذهب»

الصفحة الاخيرة 2021/10/31
...

 داليا ألبرغ
 ترجمة وإعداد - أنيس الصفار  
 
كانت مملكة قديمة أقرب للخرافة عرفت باسم «جزيرة الذهب»، حضارة ذات ثراء ورخاء لا يوصفان لكنها اختفت بحدود القرن الرابع عشر وحاول المستكشفون العثور عليها عبثاً لفترة طويلة بعد ذلك الاختفاء الغامض، إلا ان صيادي السمك الذين يقومون بعمليات الغوص في نهر موسي قرب مدينة «باليمبانغ» في جزيرة سومطرة الاندنوسية ربما يكونون قد عثروا اخيراً على موقع تلك المملكة واسمها «سريفيجايا».
يقول الخبير البريطاني شون كنغزلي ان قطعاً نادرة وثمينة كانت تنتشل طيلة السنوات الخمس الأخيرة، من بينها تمثال لبوذا من القرن الثامن بالحجم الطبيعي مرصع بأحجار كريمة تعادل قيمتها ملايين الجنيهات وتماثيل أخرى من البرونز والذهب ومجوهرات تليق بالملوك ومسكوكات تعود لجميع الحقب الماضية وكل ما كنا نتخيله عندما نقرأ عن رحلات السندباد البحري. 
من المعابد المفقودة استخرجت اجراس من ذهب وحلي احتفال مطعمة بالياقوت ورموز لآلهة ومعبودات، وسيوف من ذهب تخلب الأبصار ومرايا برونزية وخواتم ذهبية تحمل رموزاً وطلاسم غامضة وأقراط وقلائد من ذهب. 
يصف كنغزلي هذه الكنوز بأنها الدليل القاطع على ان مملكة «سريفيجايا» كانت «مملكة الماء» وان شعبها كان يعيش على وجه النهر مثلما تعيش بعض الاقوام اليوم في زوارق، تقول النصوص القديمة: «عندما حان أجلهم غرقت بيوتهم وقصورهم ومعابدهم الخشبية جميعاً بما احتوت».
يبين كنغزلي أن «سريفيجايا» كانت تتحكم بطريق الحرير البحري القديم، وهي سوق جبارة كان الاهالي المحليون والصينيون والعرب يتبادلون عبرها التجارة والبضائع، فعندما كان العالم غربي المتوسط يلج عصور الظلام في القرن الثامن كانت احدى اعظم ممالك الدنيا تفور بالعظمة على خارطة جنوب شرق آسيا لتبقى متسيدة على خطوط التجارة بين الشرق الأوسط والامبراطورية الصينية طيلة 300 عام. 
عن صحيفة الغارديان